آخر تحديث :الأربعاء-10 سبتمبر 2025-02:28ص

الاستقالة شرف.. لا يعلمه الفاسدون

الأربعاء - 10 سبتمبر 2025 - الساعة 01:58 ص

محرم الحاج
بقلم: محرم الحاج
- ارشيف الكاتب


#الفاسدين إلى زوال ، ولو كانت الكراسي تورّث وتُخلّد أصحابها لكان السابقون أشطر وأبقى ، لكنهم ذهبوا وبقيت اللعنات تلاحقهم.


‏في وطني من البديهي والمألوف للأسف أن يتجرد المسؤول من مبادئه ليبقى في منصبه بفعل عتمة الفساد المطلق ، التي يحاول مؤخراً الأحرار أن يبزغ شمسهم من ثقب الإصلاحات التي يقودها سالم صالح بن بريك - Salim Saleh BinBuriek لتنهي العتمة التي حلت على وطننا الحبيب


اليوم نحن في أمس الحاجه الي قادة لا يُفتنون ببريق المناصب أو يعبدون الكراسي ، أياً كانت درجتها أو قيمتها ، قادة رجال وليس ذكور إن تول الواحد منهم موقع ، رفع من شأنه و شرّفه ، يسعي بصدق لإغلاق منابع الفساد ، وإن رأي أن القرار لا يُحترم وأن المسار يُعطّل ، فإنه يغادره غير آسف ، فلا يبيع نفسه للمغريات ولا يُساوم على قناعته ..


المسؤول الذي يبرر فشله بشماعة شحة الإمكانيات ، والعراقيل والخصوم ، والإعلام المحرض مسؤول لا يحترم ذاته ولا مسؤوليته ، ومن يروج سيرة العراقيل من المطبلين له لا يحترمون انفسهم وذواتهم ايضآ .


المسؤول المحترم يقدم استقالته فورآ ان وصل الى قناعة بعجزه عن الانجاز وتقديم ما ينفع الناس ، اما ان يبقى يقرط ويأكل المخصصات والهبات والمعونات ثم يحدثك عن أنحازات واهية لا وجود لها إلا في مخيلته.فهذا والله استخفاف بحق تعز و تضحياتها الجسام .


اتخاذ سالم العولقي قرار الاستقالة خطوة شجاعة تعكس احترامًه لمسؤوليته و واجبه تجاه الوطن والمواطن ، وخيارًا أفضل من استمراره في منصب بعد أن رُفض تنفيذ قراراته الأخيرة ، ليترك خلفه تساؤلات ثقيلة ، ينبغي لكل عاقل أن يقف أمامها بجدية ومسؤولية ..• فمن الذي عطّل قرارات العولقي ..؟!؟


فإن حاولنا نمنٍي النفس وندعي حتى زورا ، أن المعطّل هي الدولة العميقة التي ما زالت تتنفس من بقايا ، فتلك مصيبة كبرى ، إذ كيف نزهو بأن الأرض باتت في أيدينا ونحن أعجز من أن نُنفّذ قراراً واحداً لتصحيح المسار ..؟!؟ أما إن كان المعطّل شرعيآ منا وفينا ، فوالله إن المصيبة أعظم ، وإن الجرح أوجع ، لأن الخذلان من الداخل أقسى على الروح من خصومة الغريب ..


اخيرآ : نصيحتي لكل مسؤول ‏إذا ائتمنك الله على منصب تدير من خلاله أرزاق العباد، فإياك أن تحوّله إلى سوط تنفذ به أهواءك، أو وسيلة تُخضع بها رقاب الناس لأغراضك الشخصية.لا تختبر صبرهم، ولا تساومهم على لقمة عيش ابنائهم، ولا تخدع نفسك فتظن أن سكوتهم عن ظلمك هيبة لشخصك ؛ بل هو حفاظ منهم على كرامتهم ، لا تعظيمًا لشأنك.فكم من متجبّر ظنّ أن الكرسي يحميه، وهو لا يدري أنه يجرّ خلفه عارًا أخلاقيًّا يزداد كلما صمت الناس عنه...


العدالة شرف، والمروءة غنىً، ومن خذله هذا وذاك، فهو أفقر الناس وإن ظنّ نفسه غنيًّا بمنصبه.

" والله غالب علي أمره "

( محرم الحاج )

( محرم الحاج )