في قلب الدوحة في عاصمة الوساطة تم استهداف وفد حماس المفاوض من قبل الطيران الإسرائيلي والشاباك .
قطر مرتبكة تندد تشجب ، تتجرع كأس المهانة وتقف عاجزة عن رد الفعل او توفير مظلات حماية للوفد الحمساوي المفاوض.
خليل الحية على رأس المستهدفين وجميع اعضاء الوفد الفلسطيني ،نتائج العملية لم تتكشف تفاصيلها وإن كانت حسب المصادر الإسرائيلية عملية جراحية نوعية دقيقة.
عبثت قطر كثيراً بالأمن القومي العربي ، لعبت على كل التناقضات وصنعت معادلات قوة معارضة للأنظمة ، إمتلكها الوهم إنها محمية من أكبر قاعدة أمريكية على أراضيها ، وإن الغطاء الإمريكي يكفي لتحصينها من كل استهداف اسرائيلي، وكانت النتيجة إن أمن إسرائيل أولوية امريكية ، وإن حماية الأنظمة الخليجية فعل ثانوي إذا كانت إسرائيل هي الطرف الآخر.
لقد أهينت السيادة القطرية اليوم ، وترنحت سياسة الدوحة الخارجية ، وأثبتت الوقائع هشاشة الدولة وإستحالة أن تتخطى حجمها الصغير ودورها المرسوم لها سلفاً.
إخلاقياً يجب إدانة العدوان الإسرائيلي ، وإخلاقياً ايضاً على الدوحة أن تنفس هواء بالون دورها الوهمي ان تتحرك في الهامش ، وتكف عن العبث بأمن الأنظمة وصناعة الكيانات المعادية لاستقرار المنطقة.
“جورنال وول ستريت “الأمريكية كشفت مستور الموقف القطري ،بالقول إن واشنطن أبلغت الدوحة بمكان وموعد القصف الإسرائيلي.
الصحافة الإسرائيلية بدورها ذهبت إلى ذات المنحى، من أن تنسيقاً مع قطر تم قبل استهداف قيادة حماس.
الدوحة قدمت رواية ضعيفة مضطربة ،بدأت بالنفي المطلق لعلمها بساعة الصفر ،ثم تراجعت وقدمت رواية ناقصة، النفي ثم نصف الحقيقة والإعتراف بإن إخطارها تم ،والقنابل الإسرائيلية تتساقط على المواقع المستهدفة.
من إرث الموقف القطري غير المتوازن ، وقيامه بأدوار مشبوهة في محطات متعددة ، فإن السردية الأمريكية الاسرائيلية أكثر إحتمالاً واقرب للصواب.
الإستخلاص :
في حال تم تصفية الصف القيادي الأول لحماس بمباركة قطرية تكون إسرائيل قد حققت أحد أهم الأهداف.
وفي حال إغتيال المسار السياسي التفاوضي وببصمة قطرية، أيضاً تكون ، تل أبيب قد اسقطت خيار الصفقة ، وأعادت إحتلال غزة بعد إبادتها كاملة.
وفي الحالتين تكون إسرائيل قد حققت هدفها :
وأد القضية الفلسطينية بقفازات قطرية .