آخر تحديث :الجمعة-05 سبتمبر 2025-11:22م
اخبار وتقارير

"فورين بوليسي": الضربة الإسرائيلية كشفت "هشاشة" الواجهة السياسية للحوثيين

"فورين بوليسي": الضربة الإسرائيلية كشفت "هشاشة" الواجهة السياسية للحوثيين
الجمعة - 05 سبتمبر 2025 - 08:27 م بتوقيت عدن
- عدن، نافذة اليمن:

اعتبر تقرير لمجلة "فورين بوليسي" أن على الحوثيين في 28 أغسطس/ آب الماضي، "كسرت غطاء السيطرة والثقة بأن أحداً لن يستطيع المساس بالجماعة" المتمرّدة التي تسيطر منذ عشرة أعوام على صنعاء وأجزاء واسعة من اليمن.


ورغم إقرار المجلة أنه لن يكون هناك تأثير سريع ومباشر على مستقبل حُكم الجماعة في اليمن، كونها لم تُعطل هيكلهم لها، إلا أنها كشفت "هشاشة الواجهة السياسية للحوثيين"، كما أكدت أن إمكانية "الثورة" على سلطة الميليشيا واردة في المستقبل.


وفي تحول نوعي في الصراع اليمني، نفذت إسرائيل ضربات جوية دقيقة استهدفت قيادات بارزة في ميليشيا الحوثيين في صنعاء، مما أسفر عن مقتل أحمد الرهوي، رئيس وزراء الحكومة الحوثية، وأحد عشر وزيراً آخرين، إلى جانب إصابة نواب في وزارتي الداخلية والدفاع.


الاختراق الاستخباراتي الكبير، أظهر قدرة إسرائيل على اختراق الدوائر القيادية، وهو ما شكّل صدمة داخل المؤسسة الأمنية الحوثية "الشديدة السرية"، مما دفعهم إلى مزيد من الارتياب والقمع.


كما مثّلت الضربات تحولًا في نهج إسرائيل، التي ركزت سابقاً على البنية التحتية الحوثية، إلى استهداف القيادة السياسية مباشرة، وهو تصعيد يرسل رسالة واضحة، بأن "تل أبيب مستعدة لفرض تكاليف شخصية على صانعي القرار الحوثيين، مما يعزز الردع بتقويض أسطورة الحصانة".


ورغم توقع المجلة أن الحوثيين لن يغيروا مسارهم الاستراتيجي بسهولة، وأنهم سيتجهون لتعيين وزراء جدد، ويصعّدون هجماتهم في البحر الأحمر وعلى إسرائيل، لإثبات صمودهم، إلا أنها رأت في المقابل أن الضربات "كشفت حدود هذا الصمود، مما قد يجبرهم على إعادة تقييم أمنهم العملياتي.


وتوقع تقرير "فورين بوليسي" أن تؤدي الضربات إلى تصعيد القمع الحوثي داخلياً، فقبل الغارات، أعلن الرهوي "تطهير النظام من الخونة"، تلاه اعتقالات تعسفية، بما في ذلك موظفو الأمم المتحدة. وتعتقد المجلة أن "هذا الارتياب المؤسسي، المدعوم بمئات مراكز الاحتجاز غير القانونية، سيترسّخ أكثر، مما يعزز ثقافة الخوف بين اليمنيين".


كما أعطت الضربات لمحة عن حدود سيطرة الحوثيين، فبعد سنوات من التلاعب بالمجتمع الدولي دون عقاب، بدأ اليمنيون يرون أن قبضة الحوثيين تعتمد على غياب التحدي أكثر من قوتها الفعلية، ما قد يُلهم مقاومة داخلية، لكنه قد يُطيل أمد القمع أيضاً.