آخر تحديث :الجمعة-05 سبتمبر 2025-01:35ص

مهرجون على جثث اليمنيين باسم النبي الأعظم

الجمعة - 05 سبتمبر 2025 - الساعة 12:06 ص

سمية الفقيه
بقلم: سمية الفقيه
- ارشيف الكاتب


استطاع الحوثيون -بكل جدارة- أن يحولوا اليمن إلى خرابة كبيرة ودمار شامل ، حيث الجوع يفتك بالأبرياء، والشتات والبؤس ينهشان كل زاوية من البلد الذي اغتالوه ونهشوا كل جزء فيه. وفي المقابل وأمام كل هذا الشقاء والدمار نجدهم يقيمون حفلات فارهة للمولد النبوي، ينفقون ملايين الريالات على بهرجات وأضواء وزينة، بينما يسرقون قوت الفقراء بالقوة والجبايات الظالمة.


أي وقاحة هذه، أن يرفعون اسم الرسول الأعظم بيد، وفي اليد الأخرى بسفكون الدماء وينهبون الناس ويزرعون الطائفية والعنصرية كأنه دينهم الجديد؟!.


أي تناقض أكثر قبحًا من هذا؟ أي سخرية أكثر إهانة من أن يحتفلوا برسول الرحمة، بينما كل تصرفاتهم اليومية صرخة رفض لتعاليمه؟. لقد أصبح المولد عندهم مسرحًا للفساد، وزينة تلمّع وجه الظلم، وذريعة لإظهار القوة على الضعفاء.


في عهدهم، لم يعد اليمن بلدًا يؤم اليمنيين، بل صحراء دماء، ومدن مدمرة، أطفال يتضورون جوعًا، ونساء تُنتهك كرامتهن. وكل هذا وهم يرفعون شعارات المولد، كأن الاحتفال قادر على غسل دماء الأبرياء، أو إخفاء فسادهم.


حقيقة، هذه ليست احتفالات بل فضيحة أمام العالم، فمن يرفع اسم السلام، هو بالأساس سفّاك دماء، ومن يرفع راية الرحمة، هو ناهب ومخرب، من يرفع شعار الدين، يكون مصنعًا للفتنة والعنصرية. الحوثيون لم يكتفوا بخيانة اليمنيين، بل خانوا الدين الذي يدّعون تمثيله، وحوّلوا الاحتفاء بالرسول الكريم إلى مسرح للنهب والخراب، و كشفوا الوجه الحقيقي لهم، وأن الاحتفال ليس إلا استهزاء بالدين، والجبروت على الشعب، والعبث بوطن بأكمله.


فكل بهرج زائف ، وكل ضوء خدَّاع ليس إلا صرخة فاضحة على جرائمهم التي لا تنتهي.


صلوات الله وسلامه عليك يا نبي الرحمة والهدى، فأنت بريء من كل هذه البهرجات الخادعة ومن قوم اغتالوا وطن باسمك واسم الدين.