آخر تحديث :الجمعة-15 أغسطس 2025-12:19ص
اخبار وتقارير

تعز تغرق في القمامة والسيول.. مأساة متكررة تتحول إلى كارثة كبرى وسط غياب تام للخدمات

تعز تغرق في القمامة والسيول.. مأساة متكررة تتحول إلى كارثة كبرى وسط غياب تام للخدمات
الخميس - 14 أغسطس 2025 - 10:50 م بتوقيت عدن
- تعز - نافذة اليمن - محرم الحاج

تحولت زخات المطر الخفيفة والمتوسطة التي هطلت على مدينة تعز وضواحيها عصر الخميس إلى كارثة بيئية وإنسانية، بعدما جرفت السيول أكوامًا ضخمة من القمامة ومخلفات البناء المتكدسة منذ عام في مجاري وعبارات المياه، ما أدى إلى انسداد قنوات التصريف وغمر شوارع وأنفاق وجسور المدينة بالمياه الملوثة.

وتسببت السيول في جرف عشرات البسطات التجارية، خاصة في شارع 26 الذي كان الأكثر تضررًا، حيث فقد أصحاب البسطات مصدر رزقهم الوحيد. وأكد المتضررون أن ما حدث نتيجة إهمال متعمد من السلطات التي لم تقم بتنظيف مجاري السيول أو إزالة المخلفات الترابية من الشوارع، رغم التحذيرات السنوية.

أحد الباعة، الذي فقد بسطته التي أقامها منذ 2015 لبيع الملابس الداخلية، قال بحرقة:

"كنت أعيش أنا وأولادي بالكاد من هذا العمل، حتى جاءت السيول وأخذت كل شيء… ذنبنا في رقبة القائمين على الأمر"، فيما أشار بائع آخر إلى أن الخسائر التي لحقت بأصحاب البسطات بالملايين، متهمًا سلطات المدينة بالانشغال بالجبايات و"حق القات" و"إبن هادي"، بدلًا من حماية الفقراء.

وفي سوق المخلولة الشعبي، خسر بائع مواد غذائية بسطته بالكامل، موضحًا أنه اضطر لإخراج ابنه من المدرسة ليساعده في العمل لتغطية احتياجات أسرته وعلاج والدته، لكن السيول جرفت كل ما يملكه، تاركة إياه – على حد تعبيره – "كما خلقني ربي".

المأساة لم تقتصر على التجار، إذ عبّر مواطنون يسكنون على امتداد مجاري السيول عن ليالي الرعب والفزع التي يعيشونها سنويًا مع بدء موسم الأمطار، بسبب الموقع الجبلي للمدينة الذي يجعل السيول تتدفق من كل اتجاه، مسببة غرق منازل وجرف سيارات وخسائر بشرية ومادية جسيمة، وسط غياب كامل لصندوق النظافة والتحسين وسلطات المديريات.

الناشطون على مواقع التواصل شنّوا هجومًا حادًا على السلطات المحلية، واعتبروا أن ما يحدث جريمة إهمال ممنهج، محذرين من مخاطر بيئية وصحية متفاقمة بسبب تكدس القمامة وتلوث المياه، وما قد يتبعها من انتشار الأوبئة.

وكان مركز الأرصاد الجوية قد حذر في وقت سابق من هطول أمطار رعدية غزيرة على تعز، داعيًا المواطنين إلى تجنب مجاري السيول وبطون الأودية، غير أن التحذيرات لم تمنع تكرار الكارثة السنوية التي تثبت – بحسب الأهالي – أن المسؤولين لا يجيدون سوى جمع الجبايات وترك المدينة لمصيرها.