في سياق الانتقادات المتصاعدة لسياسات جماعة الحوثي ونهجها في إدارة السلطة، شنّ السفير اليمني السابق فيصل أمين أبوراس هجومًا لاذعًا على قيادة الجماعة، متهمًا إياها بالتخلي عن أي توجهات نحو الشراكة الوطنية والانغماس في مشروع إقصائي دمّر مؤسسات الدولة ودفع بالوطن إلى حافة الانهيار.
وأوضح أبوراس، في تصريح نشره على منصات التواصل الاجتماعي، أن الجماعة عند وصولها إلى السلطة بقيادة رئيس مجلسها السياسي الأعلى السابق، صالح الصماد، كانت تسعى – في بدايات الأمر – إلى الشراكة مع مختلف المكونات السياسية من خلال الانصهار في مؤسسات الدولة والحفاظ على التوازن بين الأطراف.
لكن هذا المسار، بحسب السفير السابق، تغيّر جذريًا بعد مقتل الصماد، حيث انتقلت الجماعة من "مرحلة الانصهار في الدولة" إلى ما وصفه بـ"مرحلة صهر الدولة في الجماعة"، أي تحويل مؤسسات الدولة وأجهزتها إلى أذرع تابعة للحوثيين وحدهم، وإقصاء جميع القوى السياسية والاجتماعية الأخرى.
وأشار أبوراس إلى أن هذا النهج الإقصائي تَمثّل في استحواذ الجماعة على السلطة ومصادرة القرار الوطني، حتى لو كان الثمن – على حد تعبيره – "ذهاب الوطن برمّته إلى الجحيم"، في إشارة إلى ما آلت إليه الأوضاع من تدهور اقتصادي وأمني وإنساني غير مسبوق.
وتعكس تصريحات السفير السابق موجة من الانتقادات التي تزايدت في الأوساط السياسية اليمنية، والتي ترى أن سياسات الحوثيين بعد رحيل الصماد اتجهت نحو إحكام القبضة على السلطة وتعميق الانقسام الوطني، بدلًا من بناء شراكات أو المضي نحو تسوية سياسية شاملة.