فجّر عضو ما يسمى بـ"المجلس السياسي الأعلى"، سلطان السامعي، قنبلة سياسية وإعلامية مدوية، كشف فيها عن فساد واسع في المنظومة الحوثية، وتبعية استخباراتية تخترق العاصمة المحتلة، وواقع متهالك تعيشه سلطات الأمر الواقع في صنعاء.
لكن خلف هذا المشهد المعلن، جاءت قراءة الصحفي السياسي عبدالسلام القيسي لتضع النقاط على الحروف، وتفتح نافذة خطيرة على ما يحدث في كواليس صنعاء وطهران معًا، إذ قال: "تأكد لي بما لا يدع مجالًا للشك أن سلطان السامعي متجذّر مع إيران مباشرة، خارج منظومة عبدالملك الحوثي، وله خط إيراني خاص دون الحاجة لأي وسطاء".
القيسي، وفي تحليله السياسي، كشف أن الحملة الشرسة التي شنّها إعلام الكهنوت ضد السامعي لا تعود فقط لتصريحاته النارية، بل لكونه محسوبًا على جناح أمني داخل إيران، تحديدًا ذراع "علي شمخاني"، أمين مجلس الأمن القومي الإيراني السابق، الذي تتهمه جماعة الحوثي بـ"الخيانة"، مشيرًا إلى أن هناك صراع أجنحة إيراني خفي بدأ ينعكس على أداء المكونات الحوثية في صنعاء.
وأوضح أن السامعي بات يمثل تيارًا داخليًا مدعومًا من طهران مباشرة، خارج سيطرة عبدالملك الحوثي، وهذا ما يفسّر - حسب قوله - عجز الجماعة عن النيل منه أو إسكاته رغم عنف حملاتها، مشيرًا إلى أن طهران نفسها تستخدم السامعي كأداة ضغط داخل الجماعة، لإحداث توازنات داخلية واحتواء التوحش الكهنوتي.
خلال ظهوره الأخير على قناة "الساحات" الممولة إيرانيًا، وجّه السامعي سلسلة اتهامات نارية لجماعته، أبرزها:
فضح تهريب أكثر من 150 مليار دولار إلى خارج البلاد على يد قيادات حوثية عليا.
اتهام "المجلس السياسي الأعلى" بأنه مجلس شكلي لا يملك القرار الفعلي.
تحميل وزارة المالية الحوثية مسؤولية الانهيار الاقتصادي وطرد رؤوس الأموال.
التنديد بقرار إعدام نجل الرئيس السابق علي عبدالله صالح، واعتباره قرارًا سياسيًا يؤجّج الصراع.
الدعوة إلى مصالحة وطنية شاملة وتقاسم السلطة والثروة.
وقال السامعي: "من كانوا حفاة باتوا يملكون الوكالات والشركات! من أين لهم هذا؟ نحن لا نحكم، ولا نقدر نوقف فاسد واحد".
و يشير القيسي إلى أن السامعي لا يتحرّك عبثًا، بل بدعم غير معلن من جناح رسمي في إيران، ضمن سياسة استخباراتية إيرانية تستخدم نفوذها المتشعب داخل الجماعات الموالية لها لإعادة هندسة مراكز القوة، مضيفًا:"هكذا تصنع إيران توازناتها، تهدد وتراقب وتحمي طرفًا ضد طرف.. حتى داخل أدواتها نفسها".