آخر تحديث :الإثنين-04 أغسطس 2025-02:14ص
قالوا عن اليمن

85 ألف طفل ميت: أزمة اليمن أسوأ بكثير من غزة - ومع ذلك يتجاهلها العالم

85 ألف طفل ميت: أزمة اليمن أسوأ بكثير من غزة - ومع ذلك يتجاهلها العالم
الأحد - 03 أغسطس 2025 - 06:58 م بتوقيت عدن
- عدن، نافذة اليمن، نقلًا عن "واي نت":

يستخدم الحوثيون المدعومون من إيران الجوع كسلاح، مما يؤدي إلى عرقلة المساعدات وتعميق المعاناة لـ 20 مليون شخص، بينما يظل اهتمام العالم منصبا على مكان آخر.


تعاني اليمن من واحدة من أشد الأزمات الإنسانية في العالم، حيث تشير التقديرات إلى وفاة ما يقرب من 85 ألف طفل دون سن الخامسة بسبب الجوع وسوء التغذية منذ بدء الحرب الأهلية في عام 2014. وتظل الأزمة، التي هي أسوأ بكثير من حالة الجوع في غزة ، موضع تجاهل إلى حد كبير من قبل المجتمع الدولي.


قال مصدر يمني معارض لحركة الحوثيين المدعومة من إيران لوكالة أسوشيتد برس: "بينما يبلغ عدد سكان غزة مليوني نسمة، يفرض الحوثيون حصارًا على 20 مليونًا في اليمن. هذا الجوع ليس ضررًا جانبيًا، بل أداة متعمدة للسيطرة والابتزاز".


منذ أن استولى الحوثيون على مساحات شاسعة من الأراضي من الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا عام ٢٠١٤، عانى البلد من دمار شامل جراء صراعٍ شارك فيه تحالفٌ بقيادة السعودية. ورغم التوصل إلى وقفٍ لإطلاق النار في أبريل ٢٠٢٢، استؤنف القتال أواخر العام الماضي بعد انضمام الحوثيين إلى الأعمال العدائية ضد إسرائيل، مما فاقم الكارثة الإنسانية.


بين عامي ٢٠١٤ و٢٠١٨، قدّرت منظمة "أنقذوا الأطفال" الإغاثية وفاة حوالي ٨٥ ألف طفل بسبب سوء التغذية الحاد دون علاج. وقال المصدر: "منذ ذلك الحين، أصبحت البيانات الموثوقة نادرة بسبب تقييد الحوثيين لعمليات الإغاثة".


حذّر تقرير اليونيسف الصادر في أغسطس/آب 2024 من ارتفاع "خطير" في سوء التغذية في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة، وخاصةً على طول الساحل الغربي قرب المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين. ووفقًا للتصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي (IPC)، ارتفعت حالات سوء التغذية الحاد بين الأطفال دون سن الخامسة في هذه المناطق بنسبة 34% مقارنةً بعام 2023. ويعاني أكثر من 600 ألف طفل من سوء التغذية، منهم 120 ألف طفل يعانون من سوء تغذية حاد. كما عانت حوالي 223 ألف امرأة حامل ومرضعة من سوء التغذية الحاد العام الماضي.


رغم المعاناة الواسعة النطاق في مناطق سيطرتهم، نادرًا ما يُقرّ قادة الحوثيين بالأزمة. في خطاباته الأخيرة، أدان زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي ردّ المجتمع الدولي على المجاعة في غزة، لكنه التزم الصمت حيال المجاعة الداخلية في اليمن.


تتهم منظمات الإغاثة الحوثيين بتعمد عرقلة المساعدات الإنسانية وتحويل مسار الإمدادات لاستخدامهم الخاص. وقال المصدر اليمني: "يُحوّل الحوثيون المساعدات الدولية إلى مصدر تمويل لمجهودهم الحربي بسرقة الإمدادات وفرض ضرائب على الواردات. وقد أدى ذلك إلى تعريض الملايين للجوع والمرض".


يستخدم الحوثيون الجوع أيضًا عقابًا للقبائل التي تقاوم سلطتهم، ويجنّدون مقاتلين قسرًا، بمن فيهم الأطفال، مستغلين الصراعات الدائرة في اليمن والحرب في غزة. وقال المصدر: "هذه أكبر مأساة إنسانية في عصرنا، مدفوعة بقرار سياسي لزعزعة استقرار اليمن وجعله وكيلًا لإيران". وأضاف: "على المجتمع الدولي أن يتحرك الآن لمنع تحول الغذاء إلى سلاح حرب".


تُحذّر المنظمات الإنسانية من انخفاض تمويل جهود الإغاثة في اليمن بشكل حاد. وقد أفاد تحالفٌ يضم 116 منظمة إغاثة مؤخرًا أن تمويل البرنامج الإنساني لليمن لعام 2025 لا يتجاوز 10%، مما يُعيق بشدة وصول المساعدات. ويتفاقم الوضع بسبب احتجاز الحوثيين لعمال الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة، ووفاة بعضهم أثناء احتجازهم.


أفاد أطباء وموظفو مستشفيات بأن الاقتتال الداخلي والفساد داخل المؤسسات الخاضعة لسيطرة الحوثيين يُشلّان الرعاية الصحية في ظل تفشي الأمراض. وقال عامل طبي يمني، طلب عدم الكشف عن هويته: "نفقد كوادرنا بسبب عمليات الفصل التعسفي، ويحل أتباع الحوثي محلّ الكوادر المؤهلة. وهذا سيُفاقم الوضع الصحي الكارثي أصلاً".


وتشير تقديرات المجلس النرويجي للاجئين إلى أن 15 مليون يمني يفتقرون إلى الوصول الكافي إلى المياه النظيفة، مما يؤدي إلى تفاقم الأزمة.


في غضون ذلك، هدد مسؤولون حوثيون بتصعيد الهجمات البحرية على السفن المرتبطة بالموانئ الإسرائيلية. وصرح المتحدث باسم الحوثيين، يحيى سريع، قائلاً: "نحذر جميع الشركات المتعاونة مع الموانئ الإسرائيلية بالتوقف، وإلا سنستهدف سفنها أينما وصلنا".

في حين يواجه ملايين اليمنيين المجاعة والمرض والنزوح، تظل هذه الأزمة موضع تجاهل دولي إلى حد كبير، وتطغى عليها الصراعات العالمية الأخرى على الرغم من حجمها الكارثي.