آخر تحديث :الخميس-18 ديسمبر 2025-12:36ص

من غزة إلى صنعاء .. نفس الجنون ونفس الثمن!

الخميس - 18 ديسمبر 2025 - الساعة 12:32 ص

مطيع الاصهب
بقلم: مطيع الاصهب
- ارشيف الكاتب


في لحظةٍ لا تُنسى من التاريخ السياسي العربي، وقف الزعيم اليمني الراحل علي عبدالله صالح في وجه شعارات الجموع، وصخب الحماسة غير المحسوبة، ووجّه سؤالًا عميقًا إلى خالد مشعل، قائد حركة «حماس» آنذاك: ما الذي جلبته الصواريخ لغزة غير الدماء والدمار؟


سؤالٌ لم يكن ضعفًا، ولا تخليًا عن القضية، بل نابعًا من رجل دولة يعرف الفرق بين التضحية من أجل هدف، والانتحار تحت عباءة وهم النصر. لقد كانت كلمات الزعيم بمثابة جرس إنذار مبكر، ولو أُخذت على محمل الجد، لما رأينا غزة تُقصف مرارًا، ولا آلاف الضحايا يسقطون في كل مواجهة خاسرة.


اليوم، وبعد سنوات من تلك الكلمات، يعود المقطع ليُترجم إلى لغات العالم، ويُشاد بحكمة الزعيم، وتُعقد المقارنات بين الواقعية السياسية والرعونة الثورية، ليثبت أن من كان يُتهم بالبراغماتية والدهاء، كان في الحقيقة أكثر وفاءً للدم الفلسطيني من أولئك الذين يزايدون على مأساته.


لكن المفارقة المؤلمة أن من سرّبوا الفيديو، وهم أنصار الجماعة الحوثية، لم يدركوا أنهم يُدينون أنفسهم، لأنهم اليوم يمارسون الحماقة ذاتها: يطلقون الشعارات الفارغة، ويدمرون وطنًا كاملًا، ويزجّون بالشعب في معارك عبثية لا نهاية لها، تحت لافتات «الموت لأمريكا» و«النصر القريب»، بينما الجوع والمرض والخراب هي النتيجة الوحيدة على الأرض.


فهل يتعلمون؟ أم سيواصلون العيش في فقاعة الوهم، حتى يلفظهم الشعب كما لفظ الكذب من قبل؟!.