قال الناشط الإعلامي عمار علي أحمد، في تعليقه على تفاعل اليمنيين مع فيلم المعركة الأخيرة الذي بثته قناة العربية أمس السبت، إن من المفارقات العجيبة في المشهد السياسي اليمني أن خصوم الرئيس الراحل علي عبدالله صالح الطبيعيين – كالقوميين الناصريين، والاشتراكيين، والجنوبين – أصبحوا اليوم من أقل الأطراف حقدًا عليه، رغم كل الخصومات التاريخية المعروفة، في حين أن تيار الإخوان المسلمين لا يزال يغلي بالحقد عليه رغم كونه – بحسب تعبيره – "ولي نعمتهم" في اليمن.
وأكد عمار في منشور رصده نافذة اليمن على حسابه الشخصي بموقع فيس بوك، أن "لولا صالح، لكان حال الإخوان في اليمن مشابهًا لمصير إخوانهم في باقي الدول العربية"، مشيرًا إلى أنهم ساندوه في بدايات حكمه ضد خصومه، بدءًا من حركة 15 أكتوبر الناصرية، مرورًا بحروب المناطق الوسطى، وانتهاءً بحرب 1994، لكنه منحهم أضعاف أضعاف ما قدموه له، ورغم ذلك ما زال حقدهم عليه مستمرًا وبشكل غير مفهوم، خصوصًا من التيار المحسوب على توكل كرمان، الذين – حسب وصفه – "فيهم حقد وكره على صالح أضعاف الحوثي الذي مزّقهم وأذلّهم بلا رحمة".
وقال عمار إن المفارقة تتجلى أكثر حين نلاحظ أن "أغلب أنصار الرئيس الراحل تجاوزوا مرحلة 2011، وكلما تمر سنة بعد 2017، يزداد هذا التجاوز، إلا أن البعض فقط يفقد أعصابه في ذكرى 11 فبراير"، في حين أن جماعة الإخوان ما زالت تعيش في عقلية 2019، وخطابهم الإعلامي مجمّد عند مفردات مثل "العلم"، و"قرن الكلاسي"، و"مليشيا الإمارات" في إشارة إلى المجلس الانتقالي.
وأضاف أن المجلس الانتقالي هو الآخر شهد تحوّلًا ملحوظًا، خصوصًا بعد تشكيل مجلس القيادة الرئاسي، حيث تراجع خطاب العداء تجاه الإخوان، رغم الانتهاكات التي مارسوها خلال فترة حكم هادي. كما أن إعلام الانتقالي تطوّر وأصبح يُفرّق بوضوح بين "الشمال كجغرافيا وشعب وقوى"، وبين "الحوثي كجماعة انقلابية"، مشيرًا إلى أن هذا التغيّر انعكس بشكل واضح في تحسن العلاقة بين الانتقالي والمقاومة الوطنية في الساحل الغربي.
وفي المقابل، يرى عمار أن الإخوان لا يزالون يتحركون وفق مشروع الجماعة فقط، لا مصلحة اليمنيين، ولا وحدة الصف. بل إن سلوكهم – على حد وصفه – يؤكد المؤكد الذي "يحاول البعض تجاهله تحت شعارات جوفاء"، وهو أن الإخوان "نسخة دينية طبق الأصل من الحوثيين"، فـ"عدوهم وصديقهم تحدده مصلحة التنظيم، لا حاجة اسمها اليمن يبقى أو يحترق".