أعاد الفيلم الوثائقي "المعركة الأخيرة"، الذي بثته قناة العربية، الجدل حول الأدوار الإقليمية في الساحة اليمنية، وفي مقدمتها دور قطر، الذي وصفه الناشط السياسي فائد دحان بأنه "الحاضر الغائب" في كل منعطف مصيري شهده اليمن خلال العقدين الماضيين.
وقال دحان، في منشور مطوّل أثار تفاعلاً واسعًا على صفحته، إن قطر ظلت تعمل من خلف الستار، لكنها كانت تتحرك كجندي خفي يعيد توجيه البوصلة كلما اقتربت من إسقاط الحوثيين. وأضاف: "هذا الدور لم يبدأ مع معركة ديسمبر 2017، بل تعود جذوره إلى عام 2004، حين كانت الدوحة أول من مدّ الحبل للحوثيين وهم على وشك الاندثار خلال التمرد الأول في صعدة".
وفي سياق أحداث ثورة فبراير 2011، أكد دحان أن قطر دفعت نحو عسكرة الانتفاضة، وتحويلها من حراك سلمي إلى مشهد دموي غارق بالفوضى، موضحًا أنها "تعاملت مع علي عبدالله صالح كخصم استراتيجي يجب التخلص منه مهما كان الثمن"، وأن "بعض قيادات حزب الإصلاح – حسب مصدر مطّلع – رفضت الانجرار خلف هذا المسار التدميري في بدايته".
وعن حادثة جامع النهدين عام 2011، قال دحان إنه كان حينها في تعز، وأضاف: "سألت وقتها: من يملك الجرأة على استهداف صالح؟ ومن يريد رأسه؟ لم أشك لحظة أن أصابع قطر كانت تعبث في الزوايا المظلمة حيث لا يصل الضوء".
وأشار إلى أن مشاهد الفيلم أعادت تساؤلات كانت حاضرة في ذاكرة اليمنيين، أبرزها: من ساهم في إجهاض انتفاضة صالح الأخيرة ضد الحوثيين؟، و"من أدار الخيوط الخفية التي أنهت فرص الانتصار على الجماعة؟"، مجيبًا: "لقد ظهرت ملامح الدعم القطري للحوثيين بعد استشهاد صالح بشكل فاضح، وكأنه نوع من الوفاء لجماعة نفذت مشروع الدوحة في اليمن".
وختم دحان تعليقه قائلاً: "قطر لم تكن خصمًا لصالح فحسب، بل خصمًا للشعب اليمني كله.. لوحدته، لحلمه، لمستقبله. لقد تركنا الفيلم مع تساؤلات لن تنتهي، وفتح جراحًا لم تلتئم بعد. وما زالت قطر تلعب دورها تحت الطاولة كأن شيئًا لم يكن."
ويأتي هذا التعليق ضمن موجة من ردود الفعل الواسعة التي أثارها الفيلم الوثائقي، والذي تناول تفاصيل الأيام والساعات الأخيرة في حياة الرئيس اليمني الراحل علي عبدالله صالح، وانقلابه على شراكته مع الحوثيين، وصولاً إلى مواجهته المصيرية في صنعاء.