شهدت منطقة ثوجان في مديرية القبيطة بمحافظة لحج، خلال الساعات القليلة الماضية، حادثة احتراق مروعة لمركبة نقل ركاب من نوع "صالون"، إثر انفجار مفاجئ داخلها ناتج عن استخدام منظومة غاز محلية بديلة عن الوقود التقليدي.
وأفادت مصادر محلية أن السيارة كانت متوقفة حين اندلع الحريق، ولم تُسجّل أي إصابات بشرية، إلا أن الحادثة أعادت إلى الواجهة المخاوف المتصاعدة من ظاهرة التحويل العشوائي للمركبات من البنزين إلى الغاز، والتي باتت تُشكّل تهديدًا واسع النطاق على الأرواح والممتلكات.
مصادر وشهود عيان أكدوا أن السيارة كانت تعمل بالغاز بعد تحويلها بطريقة بدائية، حيث جرى تركيب أسطوانة منزلية وربطها بشكل مباشر بالمحرك، في غياب تام لأي معايير أمان أو رقابة من الجهات المختصة.
وفي تصريحات صحفية خاصة، عبّر مواطنون من محافظة تعز عن سخطهم من تكرار هذه الكوارث، مشيرين إلى أن "التحويل العشوائي" إلى الغاز لم يعد مجرد خيار اقتصادي بل تحول إلى قنبلة متحركة تهدد حياة الناس في الطرقات والأسواق والمواقف العامة.
وقال أحد المواطنين:"نحن لا نرفض الغاز كوقود، لكن نرفض العشوائية والانفلات... سياراتنا أصبحت مشتعلة قبل أن تتحرك".
من جهتهم، حذّر ناشطون حقوقيون من أن الاستمرار في التغاضي عن هذه الظاهرة "جريمة متكاملة الأركان"، داعين شرطة السير وسلطات وزارة النقل إلى التحرك الفوري و"وقف هذا العبث بحياة اليمنيين."
وأطلق أحد الناشطين وصفًا صادمًا على هذه المركبات، قائلاً:"نحن نركب يوميًا مع قنابل موقوتة... ولسنا متأكدين إن كنا سنصل إلى وجهتنا أم إلى المستشفى أو المقبرة."
وطالب المواطنون والنشطاء الجهات المعنية بفرض حظر صارم على تركيب أنظمة الغاز غير المعتمدة، وتدشين حملات تفتيش ميدانية لمركبات النقل الجماعي، قبل أن تتكرر المأساة في صورة أكثر فتكًا.
الجدير بالذكر أن هذه ليست الحادثة الأولى من نوعها في اليمن، حيث شهدت عدة محافظات في الأشهر الماضية انفجارات مماثلة لمركبات حُوّلت إلى الغاز بطريقة غير قانونية، وسط صمت حكومي مريب وإهمال متراكم في الرقابة والفحص الفني.
وفي ظل غياب الردع، يزداد القلق الشعبي من استمرار هذه الكارثة المتنقلة، ما يستوجب وقفة جادة من جميع الجهات لإنهاء هذا التهديد الصامت الذي يحرق الناس وهم أحياء.