عِلْية القوم وكبارها هم أكثر الأفراد حكمة، وأوفرها حنكة، وأرجحها عقلا، وأزكاها سريرة، وأوسعها صدرا، وأكثرها قدوة، وهم من يفوقوا غيرهم في البذل والخير والعطاء، ويمتازون بالرأي السديد والمشورة؛ كما أن "عظماء القوم" لهم مساهماتهم النيرة في خدمة أرضهم وبصماتهم الكبيرة في مجريات أمور مجتمعاتهم ولهم من خصال الفضل والكرم والجود والحلم والشجاعة والإقدام. أما "وجهاء القوم" فهم من يكرسوا أنفسهم وأوقتهم وحياتهم وأموالهم في سبيل خدمة مجتمعهم، وهم من يعود إليهم القوم لحل الصعاب ويرجعوا إليهم لتلبية الحاجات. ثم أن "عقلاء القوم ومشايخها" هم ذوي الخبرة والتجربة والعلم والحكمة والقرار والمعرفة في شؤون قبائلهم ومجتمعاتهم ممن يضعون الأشياء في موضعها الصحيح وينزلون الأمور في منزلتها السليمة.
أما "أراذل القوم" فهم من لا يُعتد برأيهم كون رأيهم بيد "أسيادهم" من دخلاء السلالية وقرارهم من قرار غرباء الكهنوتية، و"صغار القوم" هم ذوي الأفعال المشينة والتصرفات الغبية والصفات الذميمة والبصمات التدميرية على المجتمع والوطن ككل. كما أن "مُجرمي القوم" هم من فتحوا الطرقات للعصابة الإجرامية، وتاجروا بدماء أبناء القبائل اليمنية، وجعلوا منازلهم مراكز ثقافية لدعوى الكهنوتية، وسكتوا عن تفجير المنازل بساكنيها ودور العبادة بعاكفيها، و حشدوا أبناء القبائل وساهموا بتضليل أفكارها، وحرضوا على حصار المدن والمحافظات، واختفوا عند اختطاف النساء وسجن الفتيات!. ثم أن "جهلاء القوم" هم ذوي السوابق الرديئة والسمعة السيئة ممن يضعون الأشياء في غير موضعها وينزلون الأمور خارج منزلتها؛ بينما "سفهاء القوم" هم من يسايرون العصابة ويمارسون الإجرام ويقتاتون على بقايا إهلاك حرث ونسل شعبهم!. كما أن "رعاع القوم وحمقاها" هم من ارتضوا بأن يحكم أرضهم الدخيل وينهب أموالهم الغريب وينتزع حقوقهم الشريد؛ بينما "حقراء القوم" هم من كرسوا أنفسهم لتدمير مقدرات شعبهم من أجل أسيادهم الدخلاء وبغرض مصالحهم الشخصية الضيقة على حسب مجتمعهم وأرضهم!. أما من يساندوا الكهنوتية السلالية ضد أبناء جلدتهم، وتلوك ألسنتهم بأريحية كلمة "سيد" بمدلولاتها الإمامية الكهنوتية البغيضة، فهم عبيد أنجاس ومعدومي الكرامة ومنزوعي العزة وفاقدي المروة وناقصي الأخلاق، ويجمعون كافة تلك الصفات الدنيئة السابقة من الرذالة والصغارة والجهالة والسفاهة والحماقة والحقارة والإجرام!.
وكل من يحاولوا تحويل صغار القوم إلى "كبارها"، وإحلال أراذل القوم بمكانة "عظمائها"، ورفع جهلاء القوم إلى منزلة "عقلائها"، وتَعلِيَة مُجرمي القوم إلى موضع "البراءة"، وتوصيف رعاع القوم وحمقاها بصفة "وجهائها"؛ فإن ذلك يشير إلى ضحالة عقولهم وضعف ذواكرهم وهزالة إدراكهم، ويدل على انعكاس القيم وتنافي الشيم واعتلال الفطرة وانحطاطها!. وبالتالي، كل من ثبت تورطه بالعمل مع العصابة الإجرامية التابعة للكهنوتية السلالية وقفازاتها القذرة سواءً كان ذلك بالعمل الميداني الإجرامي أو التخطيط أو المشاركة والمساهمة أو التحشيد أو التحريض أو الكتابة والتضليل أو الترويج أو الترويع والتهديد أو من كانت أسماؤهم ضمن قائمة المطلوبين للعدالة؛ فإنه يجب اعتقالهم في أراضي الجمهورية اليمنية المتاحة والمُمكنة، ومحاكمتهم وفقًا للقانون النافذ.
أما من يختلقوا المبررات الواهنة والذرائع الساقطة والمسوغات الكاذبة لـ صغار القوم ومجرميها وحمقاها، نقول لهم: بأن الضغوط الاجتماعية تحث وجهاء القوم وتدفعهم نحو اليقظة والاهتمام بمصالح المجتمع لا بدماره وتفكيكه، والقبيلة اليمنية بحاجة لمن يُحافظ على دماء أبنائها لا من يبتاع ويشتري بها، وتحشيد أبناء القبائل وتضليلهم وتوجّيههم إلى مراكز التدريب الإجرامية لا تقل فداحة عن عمل الخلايا التخريبية، وطرق الدولة الآمنة للمرور هي نفسها التي يتم فيها حفظ الأمان بواسطة القبض على كل مروعي السكينة العامة وكافة مرتكبي الجريمة، وكبير القوم المصاب بالمرض والشيخوخة يزوره قومه ويهتمون بأمره ولا تجده متنقلا من ساحة إلى أخرى ومن مركز إلى آخر ومن مجلس إلى آخر لتجميع أبناء القبائل لأسياده الكهنوتية ضد أبناء جلدته، والمحايد الصامت لا يظهر في القنوات المتلفزة ولا في الساحات المعادية، ومهمة الدولة ومؤسساتها يتمثل بالقبض على المجرمين وإقامة العدل لا بفرش الورود وعكس صورة إيجابية أمام المنتمين إلى الجماعة الكهنوتية الإجرامية، وانتهاك كرامة المجتمع والوطن يتمثل بترك أولئك المجرمين المتورطين بالتنقل والمرور بأريحية دون اعتقالهم، وعِلْية القوم ممن تدعوا بأن خلفهم رجال تهز الأرض تحت اقدامها كان الأولى بهم صون كرامة نسائهم من الاعتقال وحفظ دماء أبناء قبيلتهم من السفك وحراسة أبواب منازلهم من الخلع، والتجاوز الأخلاقي يتمثل بالتغافل عن أولئك وتركهم يتنقلوا ويسرحوا ويمرحوا دون حسابًا وعقاب!.
ختامًا، دماء أبناء اليمن ليست هدرا، وكرامة أبنائها ليست هباء منثورا، وحقوقهم لن تترك سُدى؛ علمًا أن كبار القوم هم من حافظوا على أبناء قبائلهم ووقفوا في الدفاع عن الوطن والمواطن من أول وهلة، ووجهاء القوم هم من استشعروا بخطر مشروع الكهنوتية السلالية وجابهوها من أول لحظة، وعِلْية القوم هم من رموا الحزبية والمصالح الضيقة خلف ظهورهم وضحوا من أجل اليمن أرضا وإنسانا. لذا، كل من ساهم مع مُجرمي الكهنوتية السلالية من قفازاتها القذرة سواءً بالتحشيد أو التجميع أو البيع والشراء بأبناء القبائل أو التسهيل والتذليل أو التضليل أو التهديد أو الترويج، فلا منزلة لهم بأرض سبأ وحِميّر، ولا مكانة لهم في أوساط شعب اليمن، ولا بد من محاسبتهم حسابًا عسيرا!.