كشفت شركة مارش ماكلينان، أكبر وسطاء التأمين في العالم، عن قفزة جنونية في تكلفة تأمين السفن العابرة للبحر الأحمر، بعد تصاعد الهجمات الحوثية على السفن التجارية، في تصعيد بات يهدد شريان التجارة العالمي ويُنذر بارتدادات اقتصادية ضخمة.
وارتفعت أقساط التأمين على مخاطر الحرب في البحر الأحمر – الممتد بين آسيا وأفريقيا – من 0.4% إلى 1% من القيمة الإجمالية للسفينة، ما يعني أن سفينة واحدة بقيمة 100 مليون دولار، باتت تحتاج إلى مليون دولار لتأمين رحلتها الواحدة، مقارنة بـ300 ألف دولار فقط قبل التصعيد الأخير.
وقال ماركوس بيكر، رئيس قسم الشؤون البحرية في شركة مارش، لصحيفة "فاينانشال تايمز": "الديناميكيات الحالية في أسعار التأمين أغرب مما رأيت من قبل.. التصعيد الحوثي سريع ومقلق، وإذا استمر، فسيرفع الأسعار أكثر ويُجبر المزيد من السفن على الالتفاف حول رأس الرجاء الصالح".
وجاءت هذه التطورات بعد هجوم حوثي مزدوج خلال أقل من 48 ساعة استهدف سفينتين تجاريتين هما: "ماجيك سيز": سفينة يونانية تعرضت لقصف مباشر وغرقت.
"إترنيتي سي": سفينة ترفع العلم الليبيري، تعرّضت لهجوم بطائرات مسيرة وزوارق صاروخية، أسفر عن مقتل 4 بحارة، وفقدان 14 آخرين.
ووصفت "رويترز" الهجمات بأنها الأعنف منذ ديسمبر، فيما تباهت ميليشيا الحوثي بنشر فيديو يوثق لحظة تنفيذ العملية، زاعمة أن الهدف هو "معاقبة الشركات التي تتعامل مع الموانئ الإسرائيلية"، في حين يرى خبراء أن الحملة الحوثية مرتبطة مباشرة بالأجندة الإيرانية، وتهدف إلى ابتزاز المجتمع الدولي عبر خنق أحد أهم الممرات البحرية في العالم.
ويُعد البحر الأحمر رابع أكثر ممرات العالم ازدحاماً بحرياً، وتمر عبره حوالي 15% من التجارة البحرية العالمية، ويُشكل منفذاً استراتيجياً لنقل النفط والغاز والسلع.
ويرى مراقبون أن الهجمات الحوثية باتت تضرب الاقتصاد العالمي في العمق، عبر رفع كلفة الشحن، وتأخير الإمدادات، وتهديد أمن الطاقة، مما قد يؤدي إلى ارتفاع أسعار النفط وتضخم عالمي جديد إذا لم يتم وقف هذه التهديدات بشكل عاجل وحاسم.