رغم إعلان قوات الحزام الأمني بمحافظة الضالع فتح طريق "قعطبة – الفاخر" الاستراتيجي من جانب واحد منذ أكثر من أسبوعين، تواصل مليشيا الحوثي عرقلة جهود إعادة تشغيل هذا الممر الحيوي، متسببة في تفاقم معاناة الآلاف من المدنيين العالقين بين محافظتي إب والضالع.
وأكد فريق "مبادرة الراية البيضاء"، في بيان حديث، أن الجماعة الحوثية لم تبادر بأي خطوات ملموسة لفتح الطريق، كما لم تسمح بأي لقاء مباشر مع مسؤوليها لبحث الملف الإنساني المتعلق بالممر المغلق منذ سنوات.
وأوضح الناشط في الفريق عمر الضيعة أنه توجه إلى مدينة دمت الخاضعة لسيطرة الحوثيين، في مسعى للقاء محافظ المحافظة المعيّن من الجماعة أو أحد وكلائه، إلا أنه انتظر لأكثر من يومين دون جدوى، واضطر لمغادرة المنطقة دون تحقيق أي تقدم يُذكر.
وأشار الضيعة إلى أن أهالي منطقة "قرين الفهد"، الواقعة في نقطة التماس بين الجانبين، أبدوا مخاوفهم من فتح الطريق دون ضمانات حقيقية تؤمّن عودة النازحين إلى قراهم، محذرين من تجاهل هذا الملف الإنساني الذي طال أمده وتحول إلى أداة للمساومة السياسية.
وكانت قوات الحزام الأمني قد أعلنت، منتصف يونيو الماضي، فتح طريق قعطبة – الفاخر من جهة الضالع، ضمن مبادرة تهدف إلى تخفيف معاناة المدنيين وإحياء المسارات الإنسانية التي دمّرتها سنوات الحرب والانقسام.
ويرى مراقبون أن تعنّت الحوثيين في تعطيل فتح الطرق يأتي ضمن سياسة ممنهجة لفرض الحصار على المناطق المناوئة لهم، واستغلال الممرات الإنسانية كورقة ضغط سياسي، في تجاهل صارخ للمعاناة اليومية التي يعيشها السكان على جانبي الطريق.
ويُعد طريق "قعطبة – الفاخر" أحد أهم الشرايين البرية بين المحافظات الجنوبية والشمالية، وأدى إغلاقه إلى عزل قرى ومناطق بأكملها، وحرمان آلاف المواطنين من حقهم في التنقل الآمن والعودة إلى مناطقهم، إضافة إلى عرقلة حركة التجارة والإمدادات الطبية.