آخر تحديث :الإثنين-30 يونيو 2025-11:51ص
اخبار وتقارير

فضيحة المناهج المنسية: كتب دراسية مخزّنة منذ عقد تُوزع للمنظمات الدولية وتُحرم منها المدارس

فضيحة المناهج المنسية: كتب دراسية مخزّنة منذ عقد تُوزع للمنظمات الدولية وتُحرم منها المدارس
الإثنين - 30 يونيو 2025 - 01:52 ص بتوقيت عدن
- نافذة اليمن - خاص

كشفا للعبث والازدواجية في إدارة الموارد التعليمية، فوجئ مديرو المدارس الأساسية بمدينة تعز بقيام إحدى المنظمات الدولية بتوزيع مناهج دراسية قديمة، تعود طباعتها إلى ما بين أعوام 2011 و2014، ضمن برنامج القراءة الأثرائية المخصص للصفوف الأولية، دون أن تتحمل الجهة الداعمة أي نفقات للطباعة.

وقالت مصادر تربوية، إن الكتب التي صُرفت لمادتي القراءة والرياضيات، وُزعت حديثًا على عدد من المدارس المستهدفة، رغم أن تواريخ طباعتها تشير إلى أنها كانت مخزنة منذ أكثر من عشر سنوات داخل مستودعات وزارة التربية والتعليم.

المثير للدهشة أن هذه الكتب، بحسب المعلمين، ظهرت بحالة جيدة ومغلفة داخل كراتين، رغم سنوات تخزينها الطويلة، ما أثار تساؤلات واسعة حول سبب حرمان ملايين التلاميذ منها طيلة السنوات الماضية، في حين يتم اليوم منحها بالمجان لجهة منظمة دوليًا، يفترض أنها مموّلة ومُلزمة بطباعة موادها الخاصة على نفقتها.

وقال أحد مدراء المدارس في تعز: "كنا نكافح طيلة السنوات الماضية من أجل توفير نسخة واحدة من الكتاب المدرسي للطلاب، بينما كانت هذه المناهج محفوظة في المخازن ويتم الآن توزيعها تحت لافتة منظمة تنفذ مشروعاً باسم القراءة الأثرائية، وكأننا أمام نسخة من نظام المعالَمة، لا مشروع تربوي حقيقي."

المصادر التعليمية وصفت ما جرى بـ"العبث المنظم"، متسائلة: "كيف تُحرم المدارس من المناهج الدراسية لسنوات، ثم تُصرف فجأة لصالح برنامج ممول خارجيًا لا يتحمل تكلفة الطباعة، بينما ملايين الأطفال لم يتسلموا كتبهم التعليمية طوال سنوات الحرب؟".

ويأتي هذا التطور في ظل صمت الجهات التربوية الرسمية، ما يفتح الباب أمام مطالبات واسعة بالتحقيق في أسباب تخزين تلك الكتب وعدم توزيعها في حينه، ومدى تورط جهات داخل الوزارة في تحويلها إلى أدوات لخدمة مشاريع منظمات خارجية بدلاً من استخدامها لتعليم أبناء البلد.

وتؤكد صور حصلت عليها مصادر تربوية، أن المناهج التي تم توزيعها تحمل شعارات وزارة التربية والتعليم اليمنية، وتواريخ طباعة تعود إلى أعوام 2011 و2014، بما ينفي أي صلة حديثة بعملية إنتاج جديدة، ويضع علامات استفهام حول دور الجهات المانحة والرقابية.


المصدر: الصحفي جميل الصامت