كشفت منصة "ديفانس لاين" اليمنية المتخصصة في الشؤون العسكرية، عن معلومات خطيرة تؤكد أن ميليشيا الحوثي أطلقت، يوم امس السبت، صاروخاً باليستياً من نوع "ذو الفقار" الإيراني، من موقع سري في منطقة آل مقبل بمديرية كتاف شرقي صعدة، في تطور ينذر بتصعيد عملياتي جديد ويثير تساؤلات حول جدوى الضربات الغربية السابقة.
وبحسب مصادر محلية، فإن موقع الإطلاق يقع بالقرب من قاعدة عسكرية حوثية محصنة، تضم منشآت ومخابئ تحت الأرض، سبق وأن استهدفتها غارات أمريكية متكررة خلال الأشهر الماضية، بينها غارات نُفّذت بواسطة قاذفات شبحية استراتيجية.
ورغم تلك الضربات، فإن استخدام هذا الموقع مجددًا يشير إلى أن ميليشيا الحوثي نجحت في ترميم المنشأة العسكرية تحت الأرض، وأعادت تشغيل ما يُعرف بـمعامل تجميع وصيانة الصواريخ، ما يُبرز قدراتها الفنية على استعادة البنية التحتية الحيوية لصواريخها الباليستية في واحدة من أكثر المناطق تحصيناً في البلاد.
وبحسب بيان رسمي للجماعة، فإن الصاروخ الذي أُطلق هو من طراز "ذو الفقار" – وهو صاروخ إيراني متوسط المدى يعمل بالوقود الصلب، كشفت عنه طهران للمرة الأولى في أغسطس 2015، قبل أن يدخل الخدمة في سبتمبر 2016 كنسخة محدثة من سلسلة صواريخ "فاتح" الباليستية.
ورغم إعلان الحوثيين أن هدف الصاروخ هو إسرائيل، إلا أن مصادر منصة "ديفانس لاين" ترى أن العملية تحمل أبعادًا عسكرية واستراتيجية أخطر، تتصل بقدرة الحوثيين على المناورة الصاروخية من عمق صعدة، وباستخدام بنية تحتية إيرانية الطابع.
وأكدت المنصة أن الجماعة تعتمد على شبكة مخازن استراتيجية شديدة التحصين، بُنيت على الطراز الإيراني لتخبئة أصولها الباليستية وأسلحتها بعيدة المدى، مشيرة إلى أن منصات الإطلاق الخاصة بهذه الصواريخ تم نقلها مسبقاً إلى جبال صعدة، حيث يجري استخدامها في إطلاق الصواريخ وإخفائها في شبكة كهوف ومخابئ معقدة.
كما أفادت المعلومات أن الحوثيين أنشأوا شبكة من المرابض العسكرية ونقاط الدعم الفني والراداري في مناطق كتاف، وأطراف نشور، والصفراء، تُستخدم حالياً لنشر أنظمة دفاع جوي، ومنصات توجيه، وأعتدة اتصالات عسكرية متقدمة، ما يجعل المنطقة واحدة من أخطر قواعد العمليات في شمال اليمن.
ويشير عودة العمل في هذه القواعد العسكرية الحساسة، بعد أشهر من الضربات الأمريكية، إلى فشل الاستراتيجية الغربية في تفكيك البنية الصاروخية الحوثية، ويؤكد أن الجماعة لا تزال تمتلك حرية تكتيكية لإعادة التسلح، والتخفي، والمناورة، بفضل بنية تحتية تم تهريبها وتطويرها بإشراف مباشر من خبراء الحرس الثوري الإيراني.