كشفت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية، في تقرير ناري نشرته يوم الجمعة، عن واحدة من أكبر العمليات السرية التي نفذتها إسرائيل في المنطقة، مؤكدة أن جيش الاحتلال الإسرائيلي اختبر قدراته على توجيه ضربات جوية بعيدة المدى إلى إيران، عبر تنفيذ هجمات دقيقة على مليشيا الحوثي في اليمن خلال الأشهر الماضية.
وأوضحت الصحيفة، أن الضربات الإسرائيلية التي استهدفت الحوثيين لم تكن فقط للردع أو تقويض تهديداتهم للملاحة الدولية، بل كانت جزءاً من تدريبات عسكرية فعلية على مسار الهجوم داخل العمق الإيراني، في حال قررت تل أبيب خوض مواجهة مباشرة مع طهران.
وأشارت إلى أن تل أبيب استخدمت هذه الضربات ضد الحوثيين لاختبار مدى قدرة طائراتها المقاتلة على تنفيذ عمليات هجومية لمسافات بعيدة بدقة عالية، في ظل تعقيدات المشهد الإقليمي، ورفض الولايات المتحدة سابقاً الانخراط في أي هجوم مباشر على إيران.
وقالت الصحيفة إن هذه التحضيرات كانت مقدمة لخطة طوارئ إسرائيلية تم تنفيذها لاحقاً خلال الحرب القصيرة التي اندلعت منتصف يونيو الجاري، والتي شهدت 12 يوماً من الضربات العسكرية المتبادلة، وانتهت بوقف إطلاق النار الذي أعلنه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في 24 يونيو 2025.
وكانت الولايات المتحدة قد دخلت بشكل رسمي إلى ساحة الصراع في 22 يونيو، من خلال ضربات نوعية على منشآت إيران النووية في نطنز وفوردو وأصفهان، مكملة ما وصفته الصحيفة بـ"العملية المزدوجة" التي قادتها إسرائيل، لكنها كانت بحاجة إلى دعم جوي ولوجستي أمريكي لتحقيق نتائج استراتيجية.
وأكدت الصحيفة أن المواجهة الأخيرة لم تكن عفوية، بل جاءت تتويجًا لتحضيرات طويلة داخل المؤسسة الأمنية والعسكرية الإسرائيلية، التي ظلت لسنوات تضع سيناريوهات معقّدة لضرب البرنامج النووي الإيراني، وكانت تخشى دائمًا من أن تنفجر حرب شاملة في حال تحركت منفردة.
وأضاف التقرير أن نتنياهو كان يواجه ضغوطاً داخلية كبيرة من وزراء وقادة أمنيين عارضوا الضربات، خشية الغضب الأمريكي، لكن العملية نُفذت في النهاية بمباركة كاملة من واشنطن، التي قررت التدخل العسكري المباشر لأول مرة في هذا الملف منذ سنوات.
ويؤكد هذا التقرير، أن الحوثيين لم يكونوا فقط وكلاء إيران في تهديد الملاحة، بل تحولوا إلى ساحة اختبار إسرائيلية لحرب أكبر وأخطر، في ظل تصاعد التوترات الإقليمية، وتورط الجماعة الموالية لطهران في صراعات دولية تتجاوز الحدود اليمنية.