آخر تحديث :الجمعة-13 يونيو 2025-01:41ص
اخبار وتقارير

منظمات من ورق.. فضيحة تهز الوسط الإنساني في تعز وتحول كيانات محلية إلى جهات دولية وهمية

منظمات من ورق.. فضيحة تهز الوسط الإنساني في تعز وتحول كيانات محلية إلى جهات دولية وهمية
الأربعاء - 11 يونيو 2025 - 11:52 م بتوقيت عدن
- نافذة اليمن - خاص

تفجّرت خلال الساعات الماضية فضيحة من العيار الثقيل في مدينة تعز، بعد الكشف عن قيام كيانات محلية مجهولة بتحويل نفسها بشكل مفاجئ إلى "منظمات دولية" تتصدر قوائم المنظمات العاملة في المدينة، وسط صدمة واسعة في أوساط النشطاء والجهات الرقابية.

وبحسب وثائق رسمية صادرة عن مكتب التخطيط والتعاون الدولي في محافظة تعز، فقد تم إدراج مؤسستين محليتين، هما "رعاية التنموية" و"سبأ للإغاثة الإنسانية"، ضمن قائمة المنظمات الدولية المتدخلة في المحافظة، والتي تضم 58 منظمة يُفترض أنها تمارس أنشطة ذات طابع دولي وتتمتع بتمويل خارجي وتدخلات ميدانية موثقة.

لكن المفاجأة، وفق ناشطين ومصادر مطلعة، أن المؤسستين المذكورتين لا تمتلكان أي صفة دولية، ولا سجل تدخّل حقيقي على الأرض، ولا تاريخ معروف من العمل الإنساني المؤثر، مؤكدين أن الأمر لا يعدو كونه "إعادة طلاء محلية لكيانات لا وجود فعلي لها إلا في الملفات وعلى الورق".

التزوير تحت المجهر

ووصف ناشطون هذه الخطوة بـ"فضيحة تزوير موثّقة"، محذرين من أن الاعتراف بهكذا كيانات وهمية كمؤسسات دولية يُمثّل اختراقًا خطيرًا للبيئة الإنسانية في المحافظة، ويفتح الباب أمام "شبهات فساد وتمويل مشبوهة قد تتستر خلفها أسماء وشخصيات نافذة".

وقد جرى تداول القائمة الرسمية الصادرة عن مكتب التخطيط بشكل واسع على وسائل التواصل الاجتماعي، مع تركيز لافت على الرقمين 24 و29 في الكشف، حيث وُضعت المؤسستان المحليتان جنبًا إلى جنب مع منظمات دولية رائدة، ما أثار سخرية واستهجان المراقبين.

دعوات لتحقيق عاجل

وفي ظل تزايد الجدل، تعالت أصوات تطالب بفتح تحقيق شفاف ومستقل لكشف خلفيات هذه "الترقيات المزيفة" والجهات التي سهلت تمريرها، خصوصًا مع وجود مؤشرات تفيد بأن هذه ليست الحالة الوحيدة، بل جزء من ظاهرة أوسع لتحويل كيانات محلية إلى منظمات دولية وهمية، من دون أي معايير أو مراجعة ميدانية حقيقية.

وقالت مصادر خاصة إن عددًا من الكيانات المحلية جرى منحها صفة دولية بشكل غامض، دون أن تكون لديها أي برامج تنفيذية حقيقية، في وقت تعاني فيه تعز من نقص كبير في الاستجابة الإنسانية الفاعلة من قبل المنظمات المعروفة.

"فساد مقنّع بغطاء إنساني"

ويرى مراقبون أن ما يحدث يمثّل شكلًا جديدًا من الفساد الإداري والمالي المقنّع، يتم تمريره عبر قطاع العمل الإنساني، ما يتطلب تدخلاً فوريًا من الأجهزة الرقابية، ومنظمات الأمم المتحدة، لحماية نزاهة العمل الإغاثي وضمان توجيه الدعم إلى الجهات المؤهلة فعليًا.

المصدر: من صفحة الصحفي جميل الصامت