أقرت مليشيا الحوثي الإرهابية، بمصرع أحد أقدم قادتها العسكريين، دون كشف الأسباب أو ملابسات الحادث، ما يعزز الشكوك حول سقوطه في إحدى الهجمات الجوية الأخيرة التي شنتها المقاتلات الحربية الأمريكية.
وأعلنت وسائل إعلام حوثية، مساء يوم السبت، وفاة العميد محمد يحيى أحمد الغولي، قائد اللواء التاسع مشاة ميكا، التابع لما تُسمى المنطقة العسكرية السادسة، والمسؤولة عن إدارة العمليات في جبهات صعدة والجوف وعمران.
الغولي، الذي ينحدر من محافظة عمران، يُعتبر من أوائل القادة العسكريين المنخرطين في صفوف الحوثيين منذ اندلاع التمرد، وكان له دور بارز في عمليات التعبئة والتجنيد والتحشيد بصفوف المقاتلين، كما شارك في أنشطة أمنية وعسكرية لصالح الجماعة داخل محافظة عمران.
ورغم إعلان "وزارة الدفاع الحوثية" غير المعترف بها دوليا نعيه، إلا أن البيان اكتفى بالقول إن الغولي "توفي بعد حياة حافلة بالعطاء والنضال"، دون الإشارة إلى سبب الوفاة، ما اعتبره مراقبون محاولة للتستر على خسائر بشرية موجعة، يُرجّح أنها جاءت نتيجة ضربات أمريكية دقيقة استهدفت قيادات ميدانية في مواقع سرّية خلال الأشهر الماضية.
ويرى محللون أن هذا التكتم يندرج ضمن استراتيجية حوثية معتادة للتقليل من حجم الضربات الجوية التي أربكت تحركات قياداتها، لا سيما بعد توسع العمليات الغربية الرامية لإضعاف شبكات التهريب والتسليح التي تعتمد عليها الجماعة في حربها المستمرة.
ويُعد مقتل الغولي – إن ثبت ارتباطه بعملية استهداف عسكرية – ضربة قاصمة للذراع الميدانية للحوثيين في شمال البلاد، وخصوصًا في الجوف، حيث كانت وحداته تقود عمليات هجومية وتحصينات عسكرية نشطة.