آخر تحديث :الأحد-08 يونيو 2025-12:43ص
اخبار وتقارير

الجوع يُسقط بنت في شوارع تعز.. والمجلس الرئاسي يتعمّد ترك العملة تنهار حتى يهلك اليمنيين

الجوع يُسقط بنت في شوارع تعز.. والمجلس الرئاسي يتعمّد ترك العملة تنهار حتى يهلك اليمنيين
السبت - 07 يونيو 2025 - 11:46 م بتوقيت عدن
- نافذة اليمن - خاص

في ثاني أيام عيد الأضحى المبارك، وفي مشهد يُمزّق القلوب ويهزّ الضمائر، سقطت طفلة مغشيًّا عليها في أحد شوارع مدينة تعز، المدينة التي وُلد فيها رئيس مجلس القيادة الرئاسي الدكتور رشاد العليمي.

لم يكن السبب مرضًا أو حادثًا، بل أبشع من ذلك: الجوع.

وعندما اقترب الناس لمساعدتها، صدمتهم بعبارة موجعة:

"أنا وأسرتي ما أكلناش من ثلاثة أيام..."

هذه ليست رواية خيالية، بل حقيقة واقعية بفيديو مصور، تُعبّر عن حال شعب بأكمله يتضور جوعًا في المناطق المحررة، بينما يُصرّ المجلس الرئاسي وحكومة العليمي على تجاهل هذه المعاناة المروعة وكأنهم يخططون لتجويع الشعب عمدًا.

تشهد مناطق سيطرة الشرعية انهيارًا كارثيًا وغير مسبوق في العملة الوطنية، حيث تجاوز سعر صرف الدولار حاجز 2600 ريال يمني، وهو الرقم الأعلى في تاريخ البلاد، ما تسبب بارتفاع جنوني في أسعار المواد الغذائية والاستهلاكية والخدمات، وسط غياب تام لأي رقابة حكومية، ما فتح الباب على مصراعيه أمام جشع التجار واستغلالهم المروع للمواطنين.

كل ذلك يجري على مرأى ومسمع من رئيس المجلس الرئاسي رشاد العليمي، الذي منذ توليه السلطة في أبريل 2022، أثبت فشلًا ذريعًا في إدارة الملف الاقتصادي ومواجهة الحرب الاقتصادية التي تشنها مليشيا الحوثي على العاصمة المؤقتة عدن والمناطق المحررة.

بل بات المواطنون على قناعة متزايدة بأن العليمي يتعمّد إبقاء العملة الوطنية تنهار يومًا بعد آخر، وكأنه يخطط لإيصالها إلى الحضيض، وإفراغها من أي قيمة، دون أن يوضح لمن يعمل هذا الرجل، ومن المستفيد من تجويع ملايين اليمنيين؟.

الطفلة التي سقطت جوعًا في تعز، ليست سوى صورة مصغرة لمجاعة صامتة بدأت تجتاح كل بيت في مناطق الشرعية.

في عدن وتعز، بات معظم الناس يعيشون على وجبة واحدة في اليوم، والبعض يتناول وجبة واحدة كل يومين، وسط صمت رسمي مخزٍ ومريب.

وفيما تغرق تعز بأزمة خانقة في المياه، وصل سعر أصغر "وايت ماء" إلى 150 ألف ريال، تعاني عدن ولحج وأبين من انقطاع شبه كلي للكهرباء، حتى في أيام العيد، إذ لا يتجاوز حضور التيار الكهربائي ساعة ونصف مقابل 18 ساعة انطفاء، وسط حرارة خانقة وأمراض تنتشر بلا رقيب.

القطاع الصحي هو الآخر يتهاوى، وتغزو الأوبئة والحميات محافظة عدن بشكل مرعب، مع ارتفاع حالات الوفاة، فيما لا تزال الحكومة تمارس سياسة "دفن الرأس في الرمال".

إن سقوط طفلة جوعًا في مدينة رئيس الدولة، هو صفعة قاسية لكل مسؤول، وجرس إنذار أخير قبل انفجار قادم لا محالة، إذا ما استمرت هذه اللامبالاة المقصودة، وهذا الصمت السياسي المدفوع الأجر.