أطلق خبير اقتصادي يمني تحذيرًا خطيرًا من أن الدولة لم تعد موجودة فعليًا بوضعها الراهن، واصفًا إياها بـ"الكيان الهش غير القادر على حماية مواطنيه أو توفير الحد الأدنى من الحياة الكريمة".
وقال رئيس مركز الإعلام الاقتصادي، مصطفى نصر، في منشور على صفحته الرسمية بموقع "فيسبوك"، إن الدولة اليمنية أصبحت مجرد هيكل ضعيف بعد أن انكشفت تمامًا أمام المواطنين، خاصة عقب تراجع المساعدات الدولية التي كانت تُبقي الخدمات الحيوية قائمة بشكل جزئي.
وأكد نصر أن ما تبقى من تماسك اجتماعي في الداخل اليمني يعود إلى تحويلات المغتربين في الخارج، التي أصبحت طوق النجاة الوحيد لملايين الأسر في ظل الانهيار الاقتصادي والخدمي.
تصريحات نصر تأتي في وقت تعيش فيه البلاد تدهورًا غير مسبوقًا على كل المستويات، وسط أزمة كهرباء خانقة، وانهيار في منظومات الصحة والمياه والتعليم، وتوقف المرتبات، وتراجع العملة الوطنية أمام العملات الأجنبية، يقابله ارتفاع جنوني في الأسعار.
وتشهد المدن المحررة، وعلى رأسها عدن وتعز وأبين ولحج، موجة احتجاجات شعبية مستمرة، تقودها النساء في مظاهرات أسبوعية تُعرف بـ"ثورة النساء"، للمطالبة بأبسط الحقوق المعيشية والإنسانية.
في المقابل، يعيش مجلس القيادة الرئاسي والحكومة في عزلة تامة، وسط اتهامات واسعة بالتقاسم الممنهج للسلطة والثروات، بينما تتنعم قياداتهم بحياة الرفاهية في الخارج، في تجاهل كامل لمآسي الداخل التي تزداد تفاقمًا يوماً بعد يوم.