تلخيصا لحجم الانحدار والمهانة التي وصلت إليها المؤسسات التعليمية في مناطق سيطرة مليشيا الحوثي، تداول ناشطون صورًا صادمة من داخل كلية الطب بجامعة إب، تُظهر مراهقًا حوثيًا وهو يتصدر مشهد "تفقد" أعمال الصيانة في الكلية، بينما يسير خلفه منكسراً رئيس الجامعة الدكتور نصر الحجيلي، في موقف يعكس إذلالاً ممنهجاً لما تبقى من الكادر الأكاديمي في الجامعات الحكومية.
الشخص الظاهر في الصور، ويدعى أشرف القادري، لا يحمل أي صفة أكاديمية أو إدارية تؤهله لذلك الدور، سوى كونه رئيسًا لما يسمى بـ"ملتقى الطالب الجامعي" التابع للحوثيين، وهو كيان تمكِّن عبره الجماعة من زرع الولاءات وتصفية القيادات المستقلة في الجامعات.
المؤهل الوحيد لهذا المراهق هو تلقيه 23 دورة طائفية في "الثقافة القرآنية"، وفقًا لمصادر أكاديمية مطلعة.
الصور أثارت موجة غضب واسعة في الشارع اليمني وعلى منصات التواصل الاجتماعي، حيث اعتُبرت دليلاً إضافياً على الانقلاب الكلي للمفاهيم داخل مؤسسات التعليم، وتحويل الجامعات إلى معسكرات تعبئة مذهبية، يتحكم فيها صغار الموالين بدلاً من الأكاديميين وأصحاب المؤهلات العلمية.
وأكد أساتذة في جامعة إب أن ما يحدث اليوم من إذلال ممنهج للقيادات الأكاديمية هو جزء من مخطط حوثي لضرب التعليم العالي وتفريغه من محتواه الوطني والعلمي، واستبداله بمراكز طائفية تخدم أجندات الجماعة.
واعتبروا ظهور رئيس الجامعة في هذا المشهد المهين، وهو يسير خلف مراهق لا يحمل حتى شهادة جامعية، سابقة خطيرة لم تحدث في تاريخ التعليم اليمني، داعين إلى موقف وطني حازم إزاء ما وصفوه بـ"الإبادة الأكاديمية" التي تمارسها المليشيا في صمت مريب.
ويأتي هذا التطور في ظل تقارير تؤكد تزايد عمليات الإقصاء والتعسف بحق الأكاديميين المخالفين للجماعة، وإجبارهم على حضور دورات ثقافية مقابل الاحتفاظ بوظائفهم، فضلاً عن تحويل الجامعات إلى أوكار لتجنيد الطلاب وتحويلهم إلى أدوات قمع وفكر طائفي.