ردّت الخطوط الجوية اليمنية بقوة على التصريحات التي أطلقها البرلماني المحسوب على جماعة الإخوان المقيم في تركيا حميد الأحمر، معتبرة أنها محاولة مكشوفة لتضليل الرأي العام وتصفية حسابات سياسية على حساب شركة وطنية تقف في وجه ظروف قاهرة وخيارات محدودة.
وأكد مصدر رسمي في "اليمنية" أن إعادة تشغيل الرحلات إلى مطار صنعاء في أبريل 2022 لم يكن قرارًا ذاتيًا من الشركة، بل جاء استجابة لاتفاق سياسي وإنساني أعلن عنه رسميًا ضمن هدنة برعاية الأمم المتحدة، وبموافقة الحكومة الشرعية والتحالف العربي، في إطار ما سُمّي بـ"تدابير خفض التصعيد".
وقال المصدر: "من المؤسف أن يخرج نائب برلماني سابق، ويفتعل معركة إعلامية ضد مؤسسة وطنية في وقت هي أحوج ما تكون فيه للدعم، متناسياً أن القرار كان سياديًا صادرًا عن أعلى مستويات الدولة وليس من صلاحيات شركة النقل الجوي".
وفيما يتعلق بملف حجاج بيت الله الحرام العام الماضي، أوضح المصدر أن نقل الحجاج إلى مطار صنعاء كان ضمن ترتيبات رسمية، استغلها الحوثيون لاحتجاز أربع طائرات تابعة لـ"اليمنية"، وهو ما تؤكده الوقائع، ويمكن لأي طرف التحقق منه بكل سهولة.
ولم يتوقف رد الخطوط اليمنية عند هذا الحد، بل وجّه المصدر رسالة حادة إلى حميد الأحمر، متسائلًا: "أين كان حماسك حين سيطرت المليشيا على شركاتك الخاصة في صنعاء؟ ولماذا لم نسمع لك موقفًا حينها؟"، مشددًا على أن الشركة الوطنية عملت طوال السنوات الماضية في ظروف تشغيلية تعجيزية، حفاظًا على الحد الأدنى من خدمات النقل الجوي للمواطنين داخل وخارج البلاد.
وأشار إلى أن محاولات الزج بالشركة في صراعات إعلامية لا تخدم سوى خصوم الدولة، محذرًا من استهداف مؤسسة وطنية تخوض معركة يومية للبقاء وسط حصار مالي وتهديدات أمنية وتدخلات سياسية.
واختتم المصدر بالتأكيد على أن الخطوط الجوية اليمنية تحتفظ بحقها القانوني في ملاحقة أي حملات تشهير أو اتهامات لا تستند إلى وقائع، داعيًا إلى تحكيم العقل والمسؤولية الوطنية بدلاً من اللهث وراء الاستعراضات الإعلامية.
وكان الأحمر قد طالب في منشور على منصة "إكس" بإقالة وزير النقل ورئيس شركة اليمنية، متهمًا إياهما بـ"التسبب في فقدان أربع طائرات"، وهو الاتهام الذي لقي استنكارًا واسعًا من مراقبين وصفوه بأنه "هروب للأمام وتزييف للواقع".