تأكيدا لسياسة الابتزاز والقرصنة الاقتصادية التي تنتهجها مليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة من النظام الإيراني، منعت المليشيا سفينة حاويات من تحويل وجهتها إلى ميناء عدن بعد تعذر تفريغ حمولتها في ميناء الحديدة، الذي أصيب بشلل شبه تام جراء تعرضه للقصف مؤخراً.
ونقلت وكالة 2 ديسمبر عن مصادر ملاحية مطلعة قولها إن السفينة كانت تتجه في الأساس نحو ميناء الحديدة، لكنها اضطرت لتغيير مسارها إلى ميناء عدن نظراً للأضرار الجسيمة التي لحقت بمرافق التفريغ في الحديدة، والتي جعلت من المستحيل إنزال البضائع.
غير أن مليشيا الحوثي اعترضت على هذا القرار وأجبرت السفينة على خيارين لا ثالث لهما: إما الرسو في الحديدة رغم توقفه الكامل، أو التوجه إلى جيبوتي، في تحدي صارخ للمنطق والقوانين البحرية، وضربٍ لمصالح ملايين اليمنيين المحتاجين للسلع المنقولة.
هذه الواقعة ليست إلا حلقة جديدة في سلسلة من الانتهاكات الحوثية المنظمة، والتي تهدف إلى فرض سيطرة اقتصادية خانقة على حركة التجارة والإمدادات، وسط تجاهل تام للوضع الإنساني المتفاقم، وتحويل الموانئ إلى أدوات حرب سياسية واقتصادية.
وتؤكد تقارير دولية وملاحية أن ميناء الحديدة بات غير آمن وغير فعال، فيما تتحاشى شركات الملاحة العالمية التعامل معه، وسط مخاوف من تعرض السفن لهجمات أو التعطيل القسري، في ظل تمسك الحوثيين باستخدام الميناء كورقة ضغط وابتزاز.
ويرى مراقبون أن هذا السلوك الحوثي لا يهدد فقط الأمن الغذائي والاقتصادي لليمن، بل يفتح الباب أمام أزمة إنسانية جديدة، ويزيد من تعقيد المشهد الملاحي في البحر الأحمر، أحد أهم الممرات التجارية في العالم.