دقت منظمة الصحة العالمية ناقوس الخطر من تصاعد تهديد وباء شلل الأطفال في اليمن، وسط عجز دولي عن الوصول إلى الأطفال في مناطق النزاع، وتفاقم الفوضى الصحية التي تُهدد جيلاً كاملاً بالإعاقة والموت.
وأكدت الدكتورة هبة مورا، مديرة منظمة الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط، خلال كلمتها أمام الدورة 78 للجمعية العامة للصحة العالمية في جنيف، أن اليمن على رأس الدول التي تشهد تفشيًا لسلالات متحورة من فيروس شلل الأطفال، إلى جانب السودان والصومال والأراضي الفلسطينية وجيبوتي.
وقالت مورا إن الصراعات المسلحة، والنزوح القسري، وانهيار الأنظمة الصحية، يجعل من إيصال لقاحات شلل الأطفال للأطفال أمراً شبه مستحيل في اليمن، مشيرة إلى أن "الفجوات الهائلة في التغطية اللقاحية تُشكّل تهديداً وجودياً لأطفال هذه المناطق".
ورغم تحقيق البرنامج العالمي لمكافحة شلل الأطفال تقدماً لافتاً بتقليص الحالات بنسبة 99.9% منذ 1988، فإن مورا حذّرت من أن "الخطوات الأخيرة هي الأصعب"، خاصة في ظل تقليص متوقع لميزانية البرنامج بنسبة 40% بحلول 2026، ما يهدد بانهيار التقدم المحرز.
وأطلقت المسؤولة الأممية نداءً عاجلاً للدول المانحة، قائلة: "إما أن نستثمر الآن لإنهاء الشلل، أو نواجه مستقبلاً يُعيد الفيروس إلى أطفال العالم... إنها لحظة فاصلة".
وفي تطور متزامن يزيد من تعقيد المشهد الصحي، كشفت منظمة الصحة العالمية عن تسجيل أكثر من 12,942 حالة إصابة بالكوليرا والإسهال المائي الحاد في اليمن منذ مطلع 2025، بينها 10 وفيات، ما يجعل اليمن خامس أكثر دول العالم تفشياً للوباء.
وبحسب التقرير الصادر عن المنظمة، فإن أبريل وحده سجل أكثر من 1,300 حالة جديدة، فيما تصدرت محافظات مثل تعز عداد الكارثة، مع تسجيل أكثر من 3,400 إصابة متنوعة بين الكوليرا، الحصبة، وحمى الضنك، وحمى وادي النيل.
وسجلت مديرية موزع في تعز أول حالة وفاة بحمى الضنك منذ عامين، فيما تتفاقم الأزمة مع غياب البنية التحتية الصحية، وتدهور خدمات المياه والصرف الصحي، وسط انهيار شبه كامل للقطاع الصحي بسبب الحرب.
ويرسم تقرير منظمة الصحة العالمية صورة مأساوية لوضع صحي خرج عن السيطرة، بينما يقف العالم متفرجاً على كارثة تتصاعد في صمت قاتل.