وصل القيادي البارز في ميليشيا الحوثي المدعومة إيرانيًا، محمد أحمد الزايدي، إلى العاصمة صنعاء، يوم الجمعة، بعد أيام من إفراج السلطات المحلية والعسكرية في محافظة المهرة عنه في صفقة غامضة، وسط تكتم رسمي على تفاصيلها، وتناقضات حول حقيقة ادعاءات مرضه التي استخدمت كذريعة للإفراج.
وفقًا لوكالة الأنباء الحوثية "سبأ"، جرى استقبال الزايدي في ساحة الكلية الحربية بصنعاء بحضور عدد من كبار المسؤولين في المليشيا، بينهم عضو المجلس السياسي الأعلى مبارك المشن، ومحافظ المحويت حنين قطينة، ورئيس هيئة الاستخبارات العسكرية اللواء عبد الله الحاكم، إضافة إلى مشايخ من قبائل حاشد وبكيل ومذحج وحمير.
المفارقة أن الزايدي ظهر في اللقاء بحالة صحية جيدة، متناقضًا مع الادعاءات الرسمية لسلطة المهرة بأنه "مريض بالقلب ويحتاج علاجًا خارج اليمن"، ما يثير تساؤلات حول المبررات الحقيقية للإفراج، وما إذا كانت الضغوط العسكرية والميدانية للحوثيين أو الصفقات السياسية الخفية هي السبب.
كانت الأجهزة الأمنية في المهرة قد اعتقلت الزايدي في 7 يوليو الماضي أثناء محاولته العبور إلى سلطنة عمان عبر منفذ صرفيت الحدودي، ضمن إجراءات أمنية مشددة اتبعتها السلطات المحلية التابعة للمجلس الرئاسي.
وفي بيان رسمي الأربعاء الماضي، أعلنت سلطة المهرة الإفراج عن الزايدي "بعد استيفاء الإجراءات القانونية وتقديم ضمانات شرعية وقانونية"، مع الاحتفاظ بابنه وابن أخيه ككفالة، مشيرة إلى أن الإفراج جاء لأسباب "إنسانية" بسبب "مرضه". لكن مصادر محلية أكدت أن الإفراج تم بعد وساطات قبلية ودولية، وسط تكتم على أي تفاصيل تتعلق بالضغوط أو المقايضات التي تمت.
الأمر الأكثر إثارة هو أن إفراج الزايدي تزامن مع هجوم مسلح شنته عناصر يشتبه بانتمائها للحوثيين على قوة عسكرية تابعة للمجلس الرئاسي كانت في مهمة رسمية لتسلم الزايدي عند المنفذ، ما أدى إلى مقتل قائد المحور العسكري العميد عبدالله زايد وعدد من الجنود.
الهجوم أثار غضبًا شعبيًا وحكوميًا، حيث اتهمت مصادر أمنية في المهرة جماعة "أنصار الله" (الحوثيين) بالوقوف خلف الهجوم لـ"إفشال عملية تسليم الزايدي"، ما يعزز فرضية أن المليشيا استخدمت القوة لضمان إطلاق سراح قياديها دون