أقدمت مليشيا الحوثي المدعومة من النظام الإيراني، مساء الخميس الفائت، على اختطاف الموظف الإنساني فوزي صالح النفيش، أحد كوادر منظمة "أطباء بلا حدود" الدولية، من منزله في مدينة خمر بمحافظة عمران شمال صنعاء المحتلة، دون أي مسوغ قانوني أو إجراء قضائي.
وأكدت مصادر محلية أن عملية الاختطاف نفذها القيادي الحوثي المدعو "أبو غالب الغيلي"، وهو مشرف الجماعة في المديرية، حيث اقتحم المنزل بطريقة تعسفية واقتاد النفيش إلى سجن إدارة أمن المديرية، وسط حالة من الذهول في أوساط السكان وزملائه في المنظمة.
المثير في الحادثة أن مبرر الاختطاف، بحسب المليشيا، هو مشاركة النفيش لمقطع فيديو يوثّق مناورة عسكرية لعناصر الجماعة في محافظة ذمار – علماً أن المقطع ذاته منشور بشكل علني على منصات الإعلام التابعة للحوثيين، ما يكشف بوضوح أن الاعتقال يندرج ضمن سياسة قمعية تهدف إلى ترهيب العاملين في المجال الإنساني.
وتمضي المليشيا في تضييقها على كوادر منظمة "أطباء بلا حدود"، إذ استدعت عدداً من موظفيها للتحقيق على خلفية انفجار غامض لقنبلتين في منزل مدير مستشفى السلام "فؤاد بوتج"، وهو الحادث الذي لم تعلن المليشيا عن أي نتائج بشأنه حتى اللحظة.
يأتي هذا التطور بعد أيام قليلة فقط من استئناف المنظمة لعملها في مستشفى السلام، عقب تعليقه في أبريل الماضي بسبب اعتداء مسلح شنه موالون للجماعة على طاقم المنظمة، الأمر الذي أثار حينها موجة تنديد محلية ودولية، وانتهى بتدخل وساطات لإعادة نشاط المنظمة.
وتُضاف هذه الجريمة إلى سجل الانتهاكات المتنامي الذي تمارسه المليشيا بحق المنظمات الإنسانية في مناطق سيطرتها، ما ينذر بانهيار بيئة العمل الإنساني وتراجع خدمات الإغاثة في واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم.