في مشهد يعكس تغوّل القمع الثقافي والفكري في مناطق سيطرة الحوثيين، أقدمت المليشيا على اعتقال الفنان الشعبي "خليل فرحان" بعد أدائه أغنية وطنية من التراث الثوري في أحد الأعراس بمحافظة ذمار، لتكون "تهمة الولاء لليمن" سبباً في اقتياده إلى أحد سجون الجماعة، حيث لا يزال معتقلاً منذ أسبوع دون توجيه تهمة أو عرضه على أي جهة قضائية.
وبحسب مقاطع مصورة تم تسريبها من مكان الحفل، فإن الفنان الشاب لم يرتكب سوى جرم التغني بالوطن، في وقت تعتبر فيه ميليشيا الحوثي كل ما يمس الوحدة الوطنية أو يستحضر التاريخ الثوري اليمني تهديداً مباشراً لأيديولوجيتها الطائفية المستوردة.
وقد أثارت الحادثة موجة استياء عارمة على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث تصدّر وسم "#خليل_فرحان" الترند اليمني، وسط مطالبات واسعة بالإفراج الفوري عنه ووضع حد لانتهاكات الحوثيين بحق الفن والثقافة.
وزير الإعلام معمر الإرياني علّق على الحادثة قائلاً إن "اعتقال الفنان خليل فرحان لمجرد أدائه لأغنية وطنية، يكشف هشاشة المشروع الحوثي الذي يخشى من أي رمز يوحّد اليمنيين، ولا يحتمل نغمة تخرج عن نشيد الكراهية والاستعلاء الطائفي الذي يروّج له".
وتأتي هذه الواقعة لتضاف إلى سجل طويل من الانتهاكات الحوثية التي طالت الفنانين والمثقفين، في محاولة مستمرة لفرض رقابة مشددة على الهوية الوطنية واستبدالها بخطاب عقائدي مغلق.