آخر تحديث :الجمعة-09 مايو 2025-06:03م
اخبار وتقارير

في توقيت بالغ الحساسية.. تعيين الصباري يفضح مجددًا اختراق الإخوان لجسد المؤسسة العسكرية

في توقيت بالغ الحساسية.. تعيين الصباري يفضح مجددًا اختراق الإخوان لجسد المؤسسة العسكرية
الأحد - 20 أبريل 2025 - 10:32 م بتوقيت عدن
- نافذة اليمن - خاص

في خطوة اعتُبرت مثيرة للجدل وذات دلالة عميقة على استمرار نفوذ جماعة الإخوان المسلمين داخل مفاصل المؤسسة العسكرية، تم تعيين اللواء الركن محمد الصباري نائبًا لرئيس هيئة القوى البشرية، خلفًا للواء الركن محمد الوضري، في مراسم رسمية حضرها رئيس هيئة الأركان العامة الفريق الركن صغير بن عزيز.

هذا التعيين الذي جاء في مرحلة حرجة من عمر الصراع اليمني، أعاد للأذهان مسيرة الصباري، التي بدأت من موقعه كمشرف على دار القرآن الكريم بمديرية الحيمة الخارجية بمحافظة صنعاء، وانتهت – حتى الآن – بمنصب حساس ومؤثر في الهرم العسكري.

الصباري، بحسب معلومات مؤكدة، لم يكن مجرد داعية أو إداري في مؤسسات الجماعة، بل كان له دور عسكري مباشر خلال أحداث 2011، حيث أوكلت إليه مهمة قيادة مجاميع مسلحة تابعة للإخوان في الهجوم على معسكر المنار التابع للحرس الجمهوري بالحيمة، في إطار المخطط الشامل لتفكيك الجيش اليمني آنذاك، والذي بدأ في أرحب والصمع وتوسع لاحقًا.

وبعد انقلاب 2014، لم يبتعد الرجل كثيرًا عن الواجهة، حيث انتقل إلى مأرب ليواصل الصعود، مدفوعًا بنفوذ الجماعة. فقد تمت ترقيته إلى رتبة "عميد ركن" ثم تولى رئاسة دائرة الدراسات بوزارة الدفاع – كمشرف فعلي – قبل أن يتم دفعه لاحقًا إلى منصب مستشار لرئيس هيئة الأركان، بهدف تطويق الفريق بن عزيز وضمان عدم تفلت القرار العسكري من قبضة التنظيم.

الأخطر من كل ذلك، أن هذا التعيين لم يكن ليمر لولا وجود الصباري كعضو فاعل في جهاز معلومات الجماعة – مخابرات الإخوان – التي زرعت كوادرها في مفاصل الجيش والأمن منذ 2016، بمباركة مباشرة من الرئيس السابق عبدربه منصور هادي ونائبه آنذاك علي محسن الأحمر.

وقد كشفت مصادر أن التحالف – حينها – وجّه إنذارًا صريحًا لهادي، مؤكداً أن استبدال الحوثي بالإخوان لا يُعد انتصارًا، بل مجرد انتقال من خطر إلى خطر. لكن الرد كان: "طز فيكم"، في لحظة عبثية طواها الجميع لكنها لا تزال تلقي بظلالها حتى اليوم.

التعيين الأخير، بحسب مراقبين، يأتي في وقت تحاول فيه الإمارات والسعودية إحياء الجبهات كفرصة استراتيجية لكسر المشروع الإيراني، بينما يرد المجلس الرئاسي، ممثلًا برئيسه الدكتور رشاد العليمي، بإعادة تمكين أدوات الجماعة مجددًا.

فهل نحن أمام إعادة تدوير نفس الدائرة؟ وهل يستمر الرهان على قوى أثبتت فشلها؟ أم أن التحالف سيعيد قلب الطاولة – كما فعل مع هادي ومحسن – ويترك العليمي وحده، يحدّق في خيمة فارغة، يسترجع حكايات الخذلان وسيرة العصيد والسلتة بمنزل علي محسن؟


المصدر : الصحفي رضوان الهمداني