كغيرها من المحافظات المحررة، تعيش لحج، أزمة معيشية حادة تزداد تفاقمًا يومًا بعد يوم، إذ لجأت العديد من الأسر إلى بيع ممتلكاتها الشخصية من أثاث وأجهزة لتأمين احتياجاتها الأساسية، في ظل توقف صرف المرتبات وانعدام الخيارات البديلة للحكومة المعترف بها دوليا.
وأصبحت حياة الكثير من الأسر في لحج، مع مرور شهرين دون صرف الرواتب، تتسم بالمعاناة والعوز. وباتت مشاهد بيع الأثاث المنزلي والحلي والأجهزة الكهربائية، تعكس واقع مأساوي، حيث لم يعد أمام الأهالي خيار سوى التضحية بما يملكون للبقاء على قيد الحياة.
وتتكرر قصص الفقر واليأس في كل حي، وأثر الأزمة بات واضحًا على مختلف الفئات، بحيث أصبحت اليوم الأسر التي تعتمد على دخل محدود، تواجه شبح الفقر الحاد، بينما الأطفال يُحرمون من أبسط حقوقهم في العيش الكريم والتعليم.
وتكشف هذه الأوضاع الكارثية عن غياب سياسات فاعلة تراعي احتياجات المواطنين، وعن عجز الجهات المعنية عن وضع حلول جذرية تُنهي هذا التدهور المستمر.
ويطالب الأهالي في لحج بتحرك عاجل لصرف المرتبات بانتظام ووضع خطط طويلة الأمد للتخفيف من وطأة الأزمة، مؤكدين أن الاستمرار في تجاهل هذه المأساة سيؤدي إلى تفاقم الأوضاع وتحولها إلى كارثة إنسانية يصعب احتواؤها.