آخر تحديث :الجمعة-08 نوفمبر 2024-08:34م
منوعات

كيف يؤثر الوالدان في نمو شخصية أطفالهما؟

كيف يؤثر الوالدان في نمو شخصية أطفالهما؟
الثلاثاء - 29 أكتوبر 2024 - 04:51 م بتوقيت عدن
- نافذة اليمن _ إرم نيوز
تتجلى العلاقة بين الطفل وأمه وبين الفتاة وأبيها بوصفها أحد أعظم الأسس النفسية التي تسهم في تشكيل هويتهم وبناء شخصياتهم.

فالأبحاث النفسية تدل على أن هذه الروابط ليست مجرد خرافات، بل تعكس واقعًا عاطفيًّا معقدًا، يتّسم بعمق العلاقات الإنسانية.

وهي في النهاية تشكِّل النواة التي يعتمد عليها الطفل لتطوير هويته وقدرته على التواصل الاجتماعي.

وتشير الدراسات إلى أن هذه العلاقة، عندما تتوازن بشكل صحي، تُمكّن الطفل من النمو بثقة وقدرة على التعامل مع تحديات الحياة.

ماذا يحدث عندما يتجاوز تأثير العلاقة الحد الطبيعي؟

الدراسات النفسية تدل على أن دور الأم يُشكّل للابن قاعدةً من الأمان العاطفي، إذ يجد فيها حضنًا ودعمًا يعزز ثقته بنفسه، ويطوّر قدرته على التحمّل والتفاعل مع الآخرين.

ووفقًا لدراسة أجراها الدكتور كولن ب. إيرد، فإن هذا الدعم ينعكس على "تقدير الذات"، ما يساعد الطفل على اكتساب الاستقلالية العاطفية، إلا أنه عندما يُفرط الابن في الاعتماد على أمه أو في تلقي الدعم العاطفي منها، يمكن أن ينشأ لديه نمط من الاعتمادية العاطفية، ما يعيق نموه الذاتي، وقدرته على بناء العلاقات المتوازنة خارج إطار العائلة.

وفي حالات كهذه، قد يجد الطفل صعوبة في اتخاذ قراراته الشخصية أو الاعتماد على نفسه دون البحث عن دعم خارجي.

أما بالنسبة للعلاقة بين الفتاة وأبيها، فإنها تحمل أبعادًا عاطفية وتأثيرات متعمقة على نضوجها النفسي وتصورها عن العلاقات العاطفية.

وتشير دراسة د. كارن ستيفنز إلى أن الفتاة التي تتلقى دعمًا فعّالًا من والدها، تتشكل لديها صورة إيجابية عن مفهوم الرجولة، ما يجعلها أكثر قدرة على اختيار شريك حياة يحترمها ويقدّر قيمتها.

غير أن تجاوز هذا التأثير، كما في حالات الحماية المفرطة أو التعلق الزائد، يمكن أن يُشكّل عائقًا أمام نضوج الفتاة العاطفي، ويؤدي إلى ميلها للبحث عن شريك يعوّض دور الأب، ما قد يوقعها في علاقات غير متوازنة في المستقبل.

ووفقًا لدراسات عاطفية متخصصة، فإن مثل هذه العلاقات حينما تُختبر بتوازن صحي، تُسهم في تعزيز شعور الأطفال بالقيمة الذاتية وتوفير الإرشاد الضروري لهم دون الضغط أو التقييد، ما يفتح أمامهم آفاقًا من الحرية والتطور الشخصي.

وبحسب الخبراء فيمكن الاستفادة من هذه الأبحاث لفهم طبيعة العلاقات العاطفية وكيف تشكل عالمنا.

فالعائلة هي القاعدة التي نبني عليها تجاربنا العاطفية والاجتماعية، وتشير الدراسات إلى أهمية دعم الروابط الأسرية وتعزيزها من أجل تكوين أجيال قادرة على مواجهة الحياة بثقة ونجاح.

المصدر/ إرم نيوز