آخر تحديث :الخميس-02 أكتوبر 2025-01:11ص

تعز والعدالة الناقصة .. ماذا بعد افتهان؟

الخميس - 02 أكتوبر 2025 - الساعة 01:11 ص

غمدان ابو أصبع
بقلم: غمدان ابو أصبع
- ارشيف الكاتب


توجيه فخامة الرئيس الدكتور رشاد العليمي، محافظ تعز، بتخليد اسم الشهيدة افتهان عبر تسمية الشارع الذي قُتلت فيه باسمها، خطوة إيجابية، لكنها مجرد رمزية لا تكفي. الرسائل الرمزية لا توقف الفوضى ولا تعيد الحقوق، فهي لا تعوض غياب العدالة ولا تحاسب من عرقلوا عملها أو ساهموا في تصفيتها.


خطوات أعمق وأكثر ديمومة، مثل تخصيص يوم وطني لاستشهادها أو جائزة سنوية باسمها لتكريم المخلصين، تبقى ضرورية، لكنها تبقى عاجزة إذا لم يقترن ذلك بعقاب حقيقي وواضح لكل من تسبب في البيئة التي جعلت اغتيالها ممكنًا. فالذي نفذ القتل قد يكون أداة، لكن المسؤولية الحقيقية تقع على من صنع الظروف المهيأة للدمار.


الرمزية وحدها لا تكفي، المطلوب رادع حقيقي يُثبت هيبة الدولة ويُشعر المواطن البسيط بالقوة والجدية. العقاب وحده هو الذي يمنع الجريمة، وليس الأسماء أو الجوائز. إبقاء المسؤولين السابقين في مناصبهم بعد هذه الخطوة يُرسل رسالة واضحة: غياب الجدية واستمرار حماية جذور المشكلة.


والسؤال الذي يفرض نفسه الآن: هل يمتلك الرئيس العليمي الشجاعة لاتخاذ القرار بعيدًا عن الحسابات السياسية، دون الالتفات إلى مصالح القوى والأحزاب التي تحمي هؤلاء المسؤولين، خاصة مع معرفته العميقة بتعز وواقعها الأمني، باعتباره كان مدير أمنها سابقًا؟


حتى الآن، مجرد الرمزية لن تمنع تكرار الجرائم ولن تُعيد الثقة بالمؤسسات. المطلوب هو العدالة، لا التجميل الرمزي للواقع المؤلم.