آخر تحديث :الخميس-02 أكتوبر 2025-01:11ص

من هجّر التضليل الكهنوتية إلى هجّر البيطرة الزينبية!

الخميس - 02 أكتوبر 2025 - الساعة 01:06 ص

همدان الصبري
بقلم: همدان الصبري
- ارشيف الكاتب


استخدم دخلاء الكهنوتية السلالية على مدى الفترات الطويلة السابقة طرق متعددة واستراتيجيات متنوعة لجمع المعلومات المُفصلة عن أبناء القبائل اليمنية خارج إطار أجهزة الدولة ومؤسساتها، ووظفت طاقة أحفاد الكهنة وأدواتها التاريخية القذرة بغرض اختراق القبائل اليمنية وتسجيل تحركاتها ومراقبة تغيراتها، ومعرفة سبل التلاعب بعواطفها، والعمل على إعادة هندستها اجتماعيًا، وقد تمكنت فعليًا تلك الشرذمة المحدودة من السيطرة والتلاعب بالأغلبية!.


تاريخيًا، اعتمد كهنة الآل على هجّر التضليل ومراكز التجهيل التي كانت تُقدم فيها خدماتها اللا تعليمية الملغومة، وكانت بمثابة مراكز جمع معلومات مُفصلة عن أبناء قبائل المنطقة والمناطق المجاورة، وبؤرة للشروع بعملية الاستيطان والانتشار، ونقطة انطلاقة للاستحواذ على أراضي الأوقاف، ووكر مخفي للتنظيمات السرية، ونقطة تجمع للدخلاء لمزاولة أي أعمال مضادة ضد أبناء اليمن!. ويكفي أن يدرك القارئ الكريم بأن هجّر التضليل تلك ساهمت بشكل كبير بسقوط بعض المحافظات في نهاية العهد الجمهوري الأول، وعلى سبيل المثال لا الحصر، منطقة "دنان" التي تُعد قرية صغيرة تمتد على طول وادٍ صغير بين مديريتي العشة وبالقرب من مديرية قفلة عذر شمال غرب المحافظة، وتتركز فيها أسر"الكهنوتية السلالية" بغالبية على حساب بقية القبائل اليمنية، استخدمت لتفكيك قبيلة حاشد وضربها ببعضها البعض وشرخها من المنتصف، وعلى ذلك قِس في كافة المناطق!.


والجدير ذكره، أنه قبل سقوط العاصمة السياسية صنعاء بما يزيد عن عقد من الزمن، كانت العصابة الكهنوتية الإجرامية قد دربت عناصرها السلالية المُنتشرة ومَرَّنَت مساعديها من أدواتها التاريخية القذرة على استخراج وحصر المعلومات الدقيقة عن أبناء القبائل اليمنية، وكانت قد جمعت كمية معلومات مهولة عبر مسوحات ميدانية سرية على مستوى المدن والقرى والعزل والنواحي والمديريات والمحافظات، حيث تركزت تصنيفات تلك البيانات على التركيبة الاجتماعية والقبلية، والتناسب الاجتماعي بين القاطنين من حيث تواجد الثارات والانقسامات والصراعات الأسرية، والتناسب الجغرافي من حيث الوعورة والزراعة، والانتماء المذهبي، والانتماء السياسي، ومستوى النشاط المضاد وإدراك الموروث الزيدي، وقوائم تواجد الأسر الكهنوتية السلالية، وحصر كشوفات أسماء الشخصيات الاجتماعية المؤثرة، وصولاً لتحديد نقاط ضعف الشخصيات الاجتماعية، ونوعية ارتباطاتها بمراكز النفوذ، وما إذا كانت مستقيمة نظيفة أو سهلة المنال بواسطة التلاعب بها عبر المحرمات والشهوات أو غير ذلك من الأساليب القذرة!.


أما أثناء الحرب الحالية مع أحفاد الباذانيين والرسّيين والطبريين والشعوبيين وأدواتها التاريخية القذرة، فقد استخدموا طرق متعددة لجمع المعلومات وإجراء المسوحات الميدانية متعددة الأغراض، ومن بعض تلك الطرق البسيطة التقليدية التي لا تلفت الانتباه نهائيًا، وعلى سبيل المثال لا الحصر، كانوا يرسلوا أطفال صغار بحالة رثة على هيئة "مقاوتة، أي لبيع شجرة القات الخبيثة" لكل من المطارح القبلية المجابهة لهم، والمناطق العسكرية المناهضة لهم والنقاط العسكرية الجديدة وحتى المواقع العسكرية المستحدثة القريبة من مواقع التماس، وكان أولئك "المقاوتة الأطفال" مدربين على إحصاء عدد المقاتلين وأماكن تواجدهم ونمط انتشارهم ونوعية التسليح ومستوى الاستعداد وجاهزية الإمدادات، أي معرفة المسرح العملياتي، وكل ذلك بواسطة استغلال عواطف أبناء اليمن تجاه المُحتاجين، وكذلك التلاعب بعواطفهم أمام المزارعين العصاميين من الأطفال!.


ومؤخرًا، تم استحداث طرق متمثلة بتوظيف "زينبيات السلالية أو هجّر استطباب البيطرة الزينبية" لجمع المعلومات ولإكمال المسوح الميدانية، وذلك لما للمرأة من مكانة اجتماعية لدى أبناء القبائل اليمنية، وتم إرسالهن كـ بيطريات لمعالجة المواشي في المناطق النائية، وتقديم الحقن والعلاجات بشكل مجاني، وخصوصًا أن هنالك مناطق نائية متحصنة لا يمكن استخدام أجهزة الميليشيات السلالية وتقنيات الكهنوتية لاستخراج وجمع المعلومات وإجراء المسوحات الميدانية اللازمة!.


وللمعلومية والمقارنة البسيطة، بينما يتم اعتقال أبناء اليمن من الشخصيات الوطنية المعروفة الذين كانوا يمارسوا هواية رحلة المشي الطويلة للرياضة سواءً عبر المشي أو باستخدام الدراجات الهوائية بالطرق العامة (دون الدخول إلى المنازل وأفنيتها وأحواشها) واحتجازهم واعتقالهم والتحقيق معهم؛ يتم إفساح الطريق وفتح الممرات لـ "الزينبيات السلالية" للتنقيب عن معلومات القرى والعزل والنواحي والمديريات!. إضافة لذلك، بينما يعاني أبناء اليمن من شظف العيش ومتطلبات الحياة البسيطة اليومية التي تسد رمق جوعهم؛ تقوم "زينبيات السلالية" بالنزول بالسيارات على حسابهن الشخصي، ويقدمن الأدوية والخدمات البيطرية بشكل مجاني!. علمًا، أنه لو قام أحد أبناء اليمن من أحفاد سبأ وحِميّر بتقديم أي مبادرة والنزول الميداني لمساعدة الفلاحين والمزارعين في مناطق سيطرة ميليشيا الكهنوتية السلالية، لتم احتجازه واعتقاله مباشرة، واتهامه بأبشع التهم!.


كما أن الأهداف الحقيقية من وراء إرسال "هجّر البيطرة الزينبية" إلى المناطق النائية أو المناوئة يتمثل بعملية جمع المعلومات وإجراء المسوحات الميدانية، والتأكد من عدم وجود أي تشكيلات ثورية مناهضة لمشروعهم في مناطق سيطرتهم، وكسب مودة المزارعين من أبناء القبائل اليمنية كون المواشي تمثل لهم مصدر الرزق وتربطهم بها علاقة حميمية عميقة، والاستفادة من كل ذلك في إعادة الهندسة الاجتماعية!. أما محاولة الترويج لإرسال "هجّرة البيطرة الزينبية" للمناطق المناوئة لهم والمدركة لكافة ألاعيب الكهنوتية، فالهدف منها أن يتم اعتقال تلك "الزينبيات"، ومن بعدها تخرج بيانات الشجب، وتقارير الاستنكارات، ونشرات الاستهجانات، وحملات التشويه، ويبدأ شغل المنظمات السلالية المتواجدة في الخارج!.


قبل الختام، ما لم يتم جمعه من معلومات عبر مجالس مقايل القات الرجالية، يتم جمعه عبر أدواتهم التاريخية القذرة بطرق متعددة، وما يصعب على أدواتهم النجسة من جمعه عبر مجالس الرجال يتم استخراجه عبر مجالس النساء، وما يصعب عليهم جمعه عبر مجالس النساء يتم استخلاصه عبر الأطفال، وما يصعب عليهم من مناطق نائية لا تصل إليه أيديهم القذرة ولا تنفعهم أجهزتهم وتقنياتهم الحديثة، يتم انتزاعه بواسطة إرسال "هجّر البيطرة الزينبية"!.


ختامًا، نحن اليوم أمام معركة تاريخية مفصلية ما بين أبناء اليمن من أحفاد سبأ وحِميّر، وما بين بقايا دخلاء أحفاد الباذانيين والرسّيين والطبريين والشعوبيين وأدواتها التاريخية القذرة، ويتوجب أخذ كافة الاحترازات والتدابير والاحتياطات والإجراءات اللازمة!. لذا، لا تدخلوا بقايا السلالية منازلكم، ولا تستضيفوا دخلاء الكهنوتية في قراكم ونواحيكم وعزلكم، واحذروا من شظايا الباذانيين والرسّيين والطبريين المتواجدين في شعابكم ووديانكم، وتنبهوا كذلك لكافة أساليب وطرق كهنة الآل ومنها الأدوات الناعمة المتمثلة بـ "هجّر البيطرة الزينبية"!.