في أربعينية الشهيدة افتهان
مرثية بعنوان /
( غيمةٌ على ضريح افتهان )
مَتَى يَا افْتِهَانْ
مَتَى يَسْتَعيدُ صِبَاهُ الزَّمانْ
وبَعْدَكِ مَنْ سَيُضّمِّدُ جُرْحَ المدينَةِ سَيِّدَةَ الضَّوْءِ والوطَنِ المسْتَجِيرْ
وَمَنْ سَيَحُثُّ سُرَىٰ مَوْكِبِ الرِّيح
أَوْ يَجْتَلِي لِعُيُونِ الضُّحَى مِنْ
تَحَدِّيهِ شَمْسًا تُعيدُ الرُّؤَىٰ لِلزَّمَانِ الضَّرِيرْ ....
وَمَنْ سَيُغيثُ الشّوَارعَِ مِمَّا بِهَا
وَيُجَفِّفُ دَمْعِ الأَسَى الـمُتَصّبِّبِ
مِنْ عَيْنِ بابِ الكَبيرْ....
البِلادُ الّتي أنْهَكْتْها الصِّرَاعاتُ
مُرْهَقَةٌ
والحَكايَا عَلى ما أصَابَكِ باكِيَةٌ
والسّماءُ تَئِنُّ كَثَكْلَى، وتَنْعي مُنانَا
لِوَادي الـمَدامِ بِصَوْتٍ كَسيرْ....
رَحيلُكِ جُرْحٌ بِخاصِرَةِ الأَرْضِ
مَاذا تَبَقّى لِـهَذِا الزَّمَانِ سِوَى الحُزْنِ
والخَوْفِ والوَجَع الـمُسْتَطِيرْ.....
وَدَاعًا لِسَيِّدَةِ الأَرْضِ
يَا حُزْنَ أَيَّامِنا الـمُتَسَكِّع بَيْنَ الرُّؤَى وَالـمَرَايَا
مَتَى سَنَرَى وَطَنًا لَا يُلَوِّثُهُ الأَشْقِيَاءُ
بِصَوْتِ الرَّصَاصِ الحَقِيرْ؟
مَتَى سَتفِيقُ الـمَدِينَةُ مِنْ حُزْنِهَا
وَمَتَى سَيَصيرُ الـمَدَى وَطَنًا لِلطُّيُورْ
وَحَتَّامَ تَبْقَى ذِئَابُ الظَّلَامِ تُرَوِّعُ أَحْلَامَنَا
وَتُبِيحُ الدِّمَاءَ بِلا سَبَبٍ
وَتُلَوِّثُ بِالإِفْكِ وَجْهَ الصَّبَاحِ النَّضِيرْ.......
دِمَاؤُكِ مُبْتَدَأُ السَّيْرِ نَحْوَ البِلَادِ الَّتِي
رَسَمَتْهَا النُّجُومُ عَلَى وَاجِهَاتِ
الخَيَالِ الـمُوَشَّى بِـلَوْنِ الصَّبَاحِ الـمُنِيرْ.....
وَرَايَاتُنَا مَا تَزالُ بِرَغْمِ الـمَآسِي
تُرَفْرِفُ فَوْقَ الذُّرَى الوَاقِفَاتِ
عَلَى نَاصِيَات الرَّجَاءِ الأَثِيرْ......
فَكُونِي كَمَا شِئْتِ سَيِّدَةً تَعْبُرُ الـمُسْتَحِيلَ
إِلَى حُلُمٍ كَامِنٍ فِي طَوَايَا الضَّمِيرْ....
سَنَبْكِيكِ حَتَّى يَفِيقَ الجَمِيعُ
وَحَتَّى يَكُفُّوا أَذَاهُمْ
وَنُلْقِي عَلَى الأَرْضِ مَعْنَى السُّؤَالِ الـمَريرْ....
سَنَرْثيكِ حَتَّى يَرَى الـمُجْرِمونَ العِقَابَ وَيَلْقَوْا [هُنالِكَ] سُوءَ المَصِيرْ.......
وَدَاعًا، سَنَلْقَاكِ فِي مُهْجَةِ الصُّبْحِ أَمْنًا لِمَوْكِبِ أَيَّامِنَا القَادِمَات
وَضَوْءًا يـُمَزِّقُ هَذَا الدُّجَى البَرْبَرِيَّ الغَرِيرْ...
#افتهان_المشهري
#تعز