فجرت قضية اغتيال الشهيدة افتهان المشهري المدير العام التنفيذي لصندوق النظافة والتحسين بمحافظة تعز غضبا شعبيا على امتداد مساحة الوطن ،وتاثيرا في المحيط الاقليمي والدولي المهتم بشئون اليمن وحقوق الانسان ،التي تعتبره حدثا مهما في اعادة قراءة وتقيم المشهد في البلد ، في ظل ترقب لنتائج اغتيالات طالت قامات وطنية وشخصيات دولية ،
يحسب لل(الحراك الاسمر ) انه السباق في تدشين الحراك الذي تطور ليكون مجتمعيا ،التف حوله مختلف المكونات والشخصيات ،
حرك المياة الراكدة ،وتداعت له كل المظلوميات ،وسارت في ركبه طوفانات بشرية ،كما حج اليه قيادات رسمية وشعبية ،
وصلى في محرابه الالاف كل جمعة .
من على مركز الانطلاق هتف الجميع للعدالة والانصاف وردد الجميع نشيد الدولة ،وماسسة اجهزتها ،
رفعت صور الضحايا وشعارات
ابدعها المقهورون ومقتضى حال اللحظة لتخرج صادقة معبرة عن حلم لطالما راود مخيلة الناس في ان يناموا ويصحوا على وضع جديد تنتفي فيه الفوضى وحال الا دولة .
دم إفتهان كما حرك المياة الراكدة صوب البوصلة وقاد المجتمع نحو كشف الخقيقة ،
سيكون الطريق نحو تصحيح المسار واصلاح اعوجاج ،بل وتنظيف المؤسسات من الفساد ،
يحسب لافتهان انها شهيدة التصحيح المالي والاداري ومكافحة الفساد في زمن الفساد ،
بقدر تضحيتها كان فضحها للجريمة المنظمة وارباب الفساد وعصابات الموارد والارهاب المؤدلج في مدينة لاتعترف الا بشهيد الدولة ولا تضحية الا في سبيل انتصار قيمها ،ولاجهاد غير جهاد الانتصار للضحايا وعدم الافلات من العقاب للمحرمين ،
هناك من يسعى لاغلاق ملف افتهان باعتباره ابو الملفات ، كشف الحقيقة وانار الطريق ،تارة بالتقليل من فضاعة الجريمة مصورا الامر انه استغلال رخيص ،
وفي ذلك محاولة للتغطية على الجناة الحقيقين ممن يقف خلف ادوات التنفيذ ، وتارة بالدفاع عن الجناة عبر اعتبارهم صمام امان لتعز والمطالبة بضبطهم يخدم الحوثي ...؟!
وهناك من يحرض على المخيم بشكل او باخر وكانه يمثل له حبل مشنقه ملفوف حول عنقه ويسعى للتخلص منه ،
برزت حالة تمييع جديدة للمطالبة بقتلة في الساحل ،وكانها مقابل قتلة الداخل ، ودعوة لدعم قتلة الداخل ، مع ان الساحل والداخل يخضعان لاجهزة قضائية واحدة ..
ضف الى ذلك ان رئيس مجلس القيادة الرئاسي اكتفى بتخليد المشهري تخليدا ناقصا ،إذ ان المجتمع يرى ان اعظم تكريم هو ضبط جميع افراد العصابة التي شاركت في الاغتيال واهم تخليد لها هو إقالة ومحاسبة جميع القيادات العسكرية والامنية والمحلية المتورطة بشكل او باخر في الجريمة ومختلف الجرائم السابقة،
ومالم يتم ذلك في ظل ماتشهده تعز من شيطنة للحراك ،وتعمد ابطال مفاعليه ،قد تستدعي نقل (حالةافتهان) الى فضاءات اخرى ،ليس اقلها المطالبة بتحقيق دولي لاعتبارات عدة تتعلق بعدم كفاءة ونزاهة وحيادية اجهزة التحقيق القائمة مع غياب خبراء في مكافحة الارهاب عن تولي التحقيق ،كون القضية ارهاب قامت بها عصابة منظمة ،يقف خلفها تنظيم عناصر في تنظيم دولي .