الحقيقة أن ال25% من الموارد التي ماتزال تورد إلى البنك المركزي اليمني بعدن، تأتي من المحافظات الجنوبية التي يحرم فيها الموظفين من رواتبهم للشهر الرابع.. بينما عوائد تلك الموارد كافية لصرف المرتبات بهذه المحافظات وأكثر، لو خصصت لذلك من قبل البنك المركزي؛ بعيدا عن اي حسابات سياسية أوحساسيات ضيقة؛ كون أهل الأرض أولى بخيرها!
وإلا فهل من الحكمة والمنطق استمرار توريدها على حساب المرتبات وأولى الأولويات في تلك المحافظات، بدلا من الاستفادة من تجربة مأرب الحكيمة في التصرف بسيولتها وصرفها على الأولويات والمرتبات وإرسال ارقامها دفتريا إلى البنك المركزي لتعزيز أو احتساب المتبقي لهم وجارتهم الجوف من خزينة الدولة، باعتبار المرحلة استثنائية والبلد ماتزال في حالة حرب؟!
ولكم أن تتخيلوا ان الضالع الأفقر بين كل المحافظات، تورد لوحدها أحيانا قرابة ملياري ريال للبنك المركزي شهريا، وبعد التقاسم لجبايات وضرائب القات وغيرها من الرسوم والموارد المحدودة جدا للمحافظة، بينما مرتبات موظفيها مدنيين وعسكريين - والمحرومين منها للشهر الرابع - لا تصل إلى نصف مليار شهريا!! فهل من الحكمة إرسال ملياراتها بالدينات إلى عدن، بتوجيهات البنك المركزي، والموظفين فيهآ محرومين من رواتبهم والمحافظة بدون أي خدمات أو مشاريع تنموية وشوارعها محفرة وغارقة في القمامة والمجاري!!!؟
قليلا من الحكمة وتشعبل العقول ياقيادتنا الموقرة، فصبر الناس قد نفذ، ومعاناة الشعب قد تجاوزات اليوم كل حدود الصبر والعقل والحكمة.. والله يستر ويلطف من قادم الأيام اذا ما استمر حرمان الموظفين من بقايا مرتباتهم.
#ماجد_الداعري