آخر تحديث :الإثنين-06 أكتوبر 2025-01:12ص

إسرائيليان يقتلانا.. من تل أبيب ومران

الأحد - 05 أكتوبر 2025 - الساعة 11:26 م

خالد سلمان
بقلم: خالد سلمان
- ارشيف الكاتب


طائرة مسيرة وصاروخ إنشطاري أطلقا من اليمن باتجاه القدس وإيلات ، تم إعتراضهما ،دون إحداث إصابات مادية وبشرية.

هذا القصف الحوثي له مابعده إسرائيلياً على اليمن ، حيث يستوجب سرعة الرد بقصف المنشآت واستهداف البنى التحتية العسكرية الحوثية ، وربما اسقاط العديد من الضحايا المدنيين.

وكأننا أمام حالة من الغضب الحوثي جراء إسكات المدافع ، وتعطيل آلة القتل ، والحد من القتلى في غزة، ففلسطين قضية مصادرة من أصحابها ، وهي مشروع إستثماري حوثي ،لتعزيز سلطاته والإتجار بها بين حواضنه ، والحفاظ على قدر من التحشيد والتماسك الداخلي في كتلته الداخلية الصلبة.

إطلاق الصواريخ لمجرد الإطلاق وليس لتحقيق مصلحة سياسية ، هو بكل قياسات وحسابات إدارة الحروب ، فعل يتسم بالحمق والطيش ، وبطاقة دعوة لاستدعاء الإسرائيلي بصواريخه ، وكأن تدمير اليمن هدف حوثي يتقاسمه مع تل أبيب ، الحوثي لشد عصب الداخل والحفاظ على شماعة العدوان ، والإسرائيلي لتحصين أمنه القومي وتوجيه رسائله للمحيط الإقليمي بقدرة يد قواته الوصول إلى حيث تشاء وتحت عنوان الحفاظ على أمنها القومي.

مايحدث من قصف حوثي عشوائى عقيم غير منتج ، هو تخادم ضمني مع العدوانية الاسرائيلية ، يتم من خلاله تبادل المنافع ، الحوثي لإحكام السيطرة على بيئته، وتجنيب سبحتها من الانفراط ، والاسرائيلي لتكريس صورته الذهنية المادية النفسية كقوة لا تقهر.

لاشيء خارج هذا التوصيف يمكن قياس أهداف إطلاق صواريخ العدم على إسرائيل ، سوى انتظار رد فعل تل ابيب ، ومن ثم إقامة الحوثي حفلات لطم ومارشات استعراض الجثث ، في مهرجانات تكريس ثقافة المظلومية ، كجذر يغدي وسطه المناصر ، ويوفر منطلقاً لمزيد من التعبئة .

لدينا إسرائيليان يقتلانا:

احدهما في تل ابيب والآخر في مران.

حقيقة موجعة نعم ، ولكنها لم تعد صادمة.