آخر تحديث :الأحد-05 أكتوبر 2025-08:08م

الشيخ حمود خالد الصوفي ضمير مدينة تعز ونبضها الوطني

الأحد - 05 أكتوبر 2025 - الساعة 06:07 م

مطيع سعيد المخلافي
بقلم: مطيع سعيد المخلافي
- ارشيف الكاتب


لا تكاد تمر مناسبة وطنية أو حدث اجتماعي إلا ويطل علينا المناضل الجسور، صاحب المواقف الوطنية والقلم الحر والصوت الهادر، الشيخ حمود خالد الصوفي، بخطاباته المؤثرة التي تشبه الأهازيج الثورية، وقصائده التي تنفذ إلى الأعماق كأنها سهام من نور، وتمضي كالسيوف في وجه الظلم والخذلان، وتزهر كزهر الرمان في حقول العزة والكرامة.


هو صوتٌ إذا نطق، خُيل إلينا أن الوطن نفسه يتكلم. وإن كتب، أوجع الطغاة، وجبر خواطر المظلومين، وزرع أملاً في قلوب من طحنهم اليأس. نذر نفسه للوطن وكلماته للحق، ووهب شعره للحرية، ولم يهادن يوماً في معركة الوطن والكرامة.


في كل كلمة ينطقها أو يكتبها، وفي كل بيت ينشده، يطالعنا الأستاذ حمود الصوفي بصورة شعرية ناصعة، تعيد الاعتبار للحرف حين يكون في صف المقهورين. لا يُجامل ولا يهادن، بل يُجسد الحرف الثائر حين يتحول الشعر إلى شظايا تخترق جدران الصمت والخذلان.


وفي آخر إبداعاته الشعرية، أتحفنا بقصيدته الرائعة تواشيح ملائكية في انتظار (افتهان)

قصيدة لم تكن مجرد نص شعري، بل كانت صرخة في وجه العتمة، وشعلة نورٍ في زمن يَسكنهُ الدجل والدم. كانت كلماتها برداً وسلاماً على قلوب المظلومين والمقهورين، وبركاناً ثائراً وناراً لاهبة على الضباع والأشباح والمنحرفين الذين سفكوا دماء الأبرياء، وجعلوا من شوارع تعز الوديعة ساحةً للفوضى والإرهاب.


في هذه القصيدة، كان الأستاذ حمود الصوفي يُحاور الحزن بلغة ملائكية، يربّت على كتف الوجع، ويحضن دماء الشهداء بكلماته، ويغرس في جراح المدينة ورداً من الأمل والوفاء.


نقف اليوم وقفة إجلال، نكتب فيها لنفيك جزءاً من حقك. أيها المناضل الوطني حمود خالد الصوفي، شكراً لأنك ما خذلت الكلمة، وما بعت الموقف، وما نسيت تعز ولا اليمن، وما فرطت في شرف الحرف رغم العواصف والمغريات.

شكراً لأنك دائماً معنا، بصوتك ووجدانك وقلمك، تقاتل في خندق الكرامة، وتحرس القيم من التشويه والاغتيال.

شكراً لأنك كنت وستظل نوراً في عتمة الوطن، وشعلة في ظلام القهر.