آخر تحديث :الأحد-05 أكتوبر 2025-12:15ص

توبة الربع ..؟!

الأحد - 05 أكتوبر 2025 - الساعة 12:15 ص

جميل الصامت
بقلم: جميل الصامت
- ارشيف الكاتب


كلما كادت السفينة ان تغرق ،يظهر لنا من يحاول ان ينجو بها عبر التوبة الكاذبة او مايشبه التكفير عن الذنب .

وكلما كفر المجتمع بالكنيسة وكرادلتها ،يظهر من يحاول اعادة تثبيت مفاهيمها وإعادة تصدير افكارها بشكل مختلف .

مؤخرا ظهر محمد الربع بعد زمن من مقاطعة ،بل وتسيان برنامجه (التهريجي) عاكس خط الذي حاول من خلاله تقديم نفسه ك ساخر سياسي ،لكنه كان بالاساس يشتغل ضمن استراتيجية اغواء للمجتمع لصالح جماعته ،حتى ادرك المجتمع حقيقته ،

ولما صار الامركذلك كان لابد من تغير النغمة بمحاولة خداع جديدة ،تجاري الراي العام واحيانا القفز على المالوف ،لجذب الانظار ،لعل في ذلك إستعادة بعض ما فقد ،

كما فعل من قبل عبدالله العديني وغيره ويظنه البعض توبة او تطهر ،لكنه في الحقيقة خداع لمعاودة اللدغ مجددا .

ومايمكن ان توصف به تناولات الربع بانها توبة متاخرة ليس إلا خدعة جديدة على المجتمع الحذر منها .


وهاكم ملخص ما تناوله البعض حوله .

الطريق أمام الإصلاح لم يعد مفروشًا بالشعارات كما كان في السابق. في الآونة الأخيرة، الإعلامي محمد الربع كسر حاجز الصمت، ووجه سهام نقده مباشرة نحو حزب الإصلاح، الحزب الذي طالما قدّم نفسه كقائد لمعارك الحرية والعدالة، فإذا به يتعرى أمام جمهوره.


الإصلاح بين الشعارات والممارسة


الإصلاح رفع لافتات كبيرة: الديمقراطية، محاربة الفساد، حماية الدولة. لكن الربع يقول بوضوح: الحزب تحوّل إلى شبكة مصالح مغلقة، تقتات من المال العام وتوزّع المناصب كغنائم. كبار القيادات يستلمون المرتبات المزدوجة، بينما آلاف الشباب المنتمين للحزب يواجهون حياة صعبة بلا أفق ولا تمكين.


الجيش كواجهة حزبية


أخطر ما كشفه الربع هو أن الحزب لم يكتفِ بالسيطرة على الوظائف المدنية، بل مدّ يده إلى المؤسسة العسكرية. الضباط يُقصون إن لم يكونوا إصلاحيين، والولاء الحزبي أصبح أولوية على الكفاءة القتالية. هذه الممارسات – بحسبه – جعلت الجبهات تضعف، والقوات تتحول إلى مليشيا حزبية داخل جيش يفترض أنه وطني.

الإعلام... من أداة وعي إلى أداة هيمنة

الربع تحدّث عن الإعلام الإصلاحي وكأنه مصنع لتلميع القيادات وتبرير الفشل. بدل أن يكون منبرًا للنقد والرقابة، صار جدارًا يحجب الحقيقة عن الناس، ويهاجم كل من يجرؤ على الخروج من الصف. حتى برنامجه "عاكس خط" حاول الحزب تطويعه في حملته الإعلامية، لكنه رفض أن يكون بوقًا لأي جهة.

صوت الشارع يتقاطع مع صوت الربع .

الجمهور لم يتفاجأ كثيرًا من هذه الانتقادات. ما قاله الإعلامي هو بالضبط ما يردده الشارع منذ سنوات: فجوة هائلة بين ما يرفعه الحزب وما يعيشه الناس. الإصلاح الذي كان يرفع شعارات ثورية أصبح متهمًا اليوم بتكرار نفس ممارسات القوى التي كان يعارضها بالأمس.

داخل الحزب: غضب وتبرير

ردود الفعل الإصلاحية تراوحت بين اتهامه بالنكران، والتقليل من قيمة تصريحاته. لكن الحقيقة أن كلامه أصاب جرحًا عميقًا داخل الحزب، جرح يتسع مع كل هزيمة عسكرية وكل خيبة شعبية.

الخلاصة

محمد الربع لم يعد مجرد "ساخر سياسي" يثير الضحك. ما يقوله اليوم مرافعة شعبية ضد حزب الإصلاح، وضد كل القوى التي تعيد إنتاج الفساد باسم الدين أو الثورة أو الشرعية.

الإصلاح أمام خيارين لا ثالث لهما:

إما أن يفتح أبوابه لإصلاح داخلي حقيقي يعيد ثقة الناس،


أو أن ينتهي كحزب آخر ابتلعته لعنة التناقض بين الشعار والممارسة...

> التاريخ لا يرحم. والجماهير، حتى لو صمتت اليوم، فإنها تحفظ في ذاكرتها من خان شعاراتها، ومن تاجر بأحلامها ..

منقول ..