المواطن في المحافظات الجنوبية يحتاج اليوم إلى ما يصون كرامته: راتب منتظم وخدمات أساسية مستقرة. بعد عشر سنوات من التحرير والصبر والنضال، لم تعد الفعاليات والتصريحات والشعارات كافية لمعالجة أوجاع الناس. وعليه، فإن المصلحة الوطنية تقتضي أن تتجه القوى كافة للوقوف خلف رئيس الوزراء سالم بن بريك لتمكين برنامج الإصلاح من العمل بكفاءة، وأن تُدار الحكومة بمهنية كاملة من دون تدخلات أو محاصصة من أي جهة.
يبقى دور مجلس القيادة الرئاسي دورًا إشرافيًا ورقابيًا، لا مساحة فيه لفرض التعيينات أو الموازنات أو تمرير المشاريع وفق رغبات ضيقة في ملفات النفط أو الأراضي وغيرها. فالناس بلغ بها العناء حدًّا لا يُحتمل؛ ومن لم يختبر البقاء أشهراً بلا راتب لن يدرك حجم المعاناة ولا سقف التطلعات.
إن رفع معاناة المواطنين والتخفيف من آلامهم هو الطريق الآمن والعملي نحو استعادة الدولة الجنوبية وبناء مؤسساتها. أمّا إغراق المجتمع بالشعارات بينما تستمر الأزمات المعيشية، فليس سوى عودةٍ إلى دوامة المركزية القديمة بأسماء جديدة. الطريق واضح: خدمات ورواتب وحوكمة رشيدة… ثم يأتي كل شيء بعد ذلك.
#ياسر_اليافعي