#أنا لا أتق في الناطقين الرسميين باسم السلطات الحاكمة ... فليس في القنافذ أملس.!!
قبل الكلام: يجب أن أوضح شيء مهم لصديقي - مهيوب الحبشي - منصبك الجديد ناطقآ رسميآ باسم المحافظة ليس للابهة و التصريحات والهيلمان ، عليك إحترام شعب تعز الصابر المجوّع عمدًا ،إحترام حساسية الوضع البائس والاحساس بالمسؤولية الأخلاقية ، و لا تتعلق بالمنصب ولا تعول على أصدقائه بل تعامل معه كمرحلة طارئة مؤقتة ، و ترقب المغادرة كسنة كونية.
على مدار سنوات الحرب و التقلبات السياسية، تآكلت الثقة لدى أبناء محافظة تعز تجاه تصريحات مسؤولين في السلطة المحلية . فبينما تخرج الكلمات من المنابر الاعلامية محمّلة بالوعود الرنانة والخطابات الحماسية، لا يلمس المواطن أي أثر واقعي لها، مما حولها إلى مجرد شعارات فارغة لا تتجاوز شريط الأخبار.
ومع تكرار التصريحات دون تحسن فعلي في الأوضاع المعيشية أو تقدُّم ملموس في استعادة الدولة، باتت هذه التصريحات تُستقبل بسخرية علنية في الشارع التعزي ، و أصبحت أقرب إلى أدوات لامتصاص الغضب بدلًا من كونها مؤشرات على عمل سياسي جاد.
وتقابل هذه التصريحات بمئات التعليقات الساخرة على وسائل التواصل الاجتماعي. إذ لم تعد التعليقات تدور حول فحوى التصريحات ، بل باتت وسيلة لتفريغ مشاعر اليأس وخيبة الأمل المتراكمة من الأداء السلبي للسلطة المحلية بتعز .
#ويرى كثير من التعزيين أن تصريحات المسؤولين لم تعد تحمل أي وزن، بل تحوّلت إلى "مادة كوميدية" يتناولها الناس بسخرية، تعبيرًا عن الهوة المتزايدة بين المواطن ومراكز السلطة.
وبحسب محللين، يعود هذا الانفصال بين المواطن والمسؤول إلى عوامل عدة، أبرزها فشل السلطة المحلية في توفير الخدمات ، و وقف القرصنة علي ايرادات المحافظة ، وغياب الشفافية، وانتشار معدل الجريمة إضافة إلى أن أغلب مسؤولي السلطة المحلية يتناولون الأزمات والمشكلات وكأنهم محللون سياسيون، لا مسؤولون يحملون على عاتقهم مسؤولية محافظة تننهار.
#الشرعية لم تعد تواجه فقط الانقلاب الحوثي، بل تعاني من أزمة شرعية حقيقية في نظر الشعب. فالتصريحات الجوفاء لم تعد قادرة على بناء أي أمل، بل عمّقت الشعور بانعدام وجود الدولة خارج التصريحات التي تبثها القنوات الفضائية ، السخرية اليومية من الخطاب الرسمي تعكس أكثر من مجرد أزمة إعلامية، بل سقوطًا في وعي المجتمع تجاه مؤسسات الدولة.
من أكثر ما يثير غضب أبناء تعز هو المقارنة المؤلمة بين حياة المسؤولين ومعاناة الشعب. ففي حين تغرق المدينة في الظلام، وتعاني الأسر من عدم انتظام المرتبات وشح الدواء والغذاء، وانتشار جرائم الاغتيالات ، يتنقّل المسؤولون بين الفنادق والعواصم، ويتقاضون رواتبهم وحوافزهم المليونية بانتظام، بينما تعيش عائلاتهم في منازل فاخرة مزوّدة بكل وسائل الراحة.
#ويُذكّر التعزيين هؤلاء المسؤولين على الدوام بالمعاناة اليومية التي يعيشونها، حيث يتقاسمون الخبز مع أطفالهم، ويُجبرون على انتظار قارورة أوكسجين أو جرعة دواء لا تصل في المستشفيات الحكومية.
أما الطرقات، فغالبًا ما تتحول إلى رمز للمقارنة، إذ يتحدث المسؤولون عن معاناة المواطنين من داخل سياراتهم الفارهة أو الصالات المكيّفة، في حين يضطر المواطن العادي إلى المشي أو استخدام وسائل نقل متهالكة، إن استطاع دفع الأجرة أصلًا.
وتفاقمت الفجوة لدرجة أن حتى الصمت من المسؤولين بات يُقابل بالسخرية، كونه يعكس انعدام القدرة على مخاطبة الشعب أو حتى مواجهة الواقع.
وفي ظل هذا التناقض الصارخ، لم يعد المواطن في تعز يثق بتصريحات المسؤولين ، بل بات يعتبرها من مظاهر العبث السياسي، ما لم تُترجم إلى أفعال ملموسة على الأرض.
#ورغم الصورة القاتمة، لا يزال البعض يرى أن استعادة الثقة ممكنة، لكنها مشروطة بالاعتراف بالأخطاء، والحديث إلى الناس بلغة نابعة من واقعهم، لا من ابراجهم العاجية .
" والله غالب علي امره "
( محرم الحاج )
( محرم الحاج )