آخر تحديث :الخميس-25 سبتمبر 2025-02:07ص

تعز روح الثورة السبتمبرية وإن تكالب عليها الحوثي والإخوان

الخميس - 25 سبتمبر 2025 - الساعة 02:07 ص

خالد علاية
بقلم: خالد علاية
- ارشيف الكاتب


تعز، مدينة العلم وقبلة الأحرار، يُراد لها أن يُطفأ وهجها الثقافي وتاريخها النضالي في مقارعة الأئمة وعهود التخلف، من قبل عصابات ومليشيا حوثية إخوانية أفرزتها ساحات 2011، فيما يدفع سكانها الثمن في أمنهم واستقرارهم.


تعز، روح الثورة، ارتبط اسمها بالثقافة، وكان لها شرف احتضان أكثر من جولة وحدوية لإزالة برميل الفرقة بين أبناء الشمال والجنوب، وها هي اليوم، بكل ما تحمل من إرث كبير، تدفع الثمن في تشويه صورتها كمدينة متحضرة.


كانت البداية في تأجيج الشارع ضد الدولة والنظام، ففتحت الساحات وقدم المال الخارجي إلى عناصر موتورة، تسللوا عبر الدين السياسي ومظالمهم، ولم تمضِ سوى سنوات قليلة حتى استُبيحت المدينة بمسلحين زرعوا الفوضى وحصدوا تدمير الهوية وغياب المدنية، بعد أن استبدل القلم بالسلاح، وعاشت الخوف والرعب.


أربع عشرة سنة كانت كفيلة بضياع الدولة وتكالب القتلة وقطاع الطرق على تعز، مدينة «المفصعين»، بعدما اقتسمتها الحوثي والإخوان كغنيمة ساحات، وجعلوا منها مدينة طاردة لأبنائها، تعبث فيها الفساد. في قسمة الربيع العربي، اقتطع الحوثي جزءاً من المحافظة، والجزء الآخر احتفظ به الإخوان باسم الشرعية، وجميعهم مضوا في تشويه كل جميل وسعوا دون كلل إلى طمس هويتها الثقافية والحضارية.


وها هي تعز تحتفي بذكرى ثورة سبتمبر وسط الفوضى والقتل وتكسير أقفال المنازل. ما عساها أن تقول، وهي تحكم من عصابات، لا صوت يعلو على أصوات الرصاص، ورائحة الموت تفوح في أرجاء حاراتها وأحيائها، بعد أن غاب حراسها وتسلل اللصوص إلى مفاصل مؤسساتها المدنية والعسكرية.


ونحن نحتفي بثورة القضاء على الإمامة، نتطلع أن تعود تعز إلى قواها الثورية، وتحمل راية الدفاع عن الجمهورية، وتمضي مع الشرفاء حتى نفسح الطريق نحو إنهاء الانقلاب الحوثي الإخواني وكل من أساء إلى مكانتها الثقافية والنضالية.


ما زال يحدونا الأمل، رغم كل المآخذ والسلبيات الحاصلة في المدينة، من أن تعز قادرة على التخلص من النتؤات التي أصابت جسدها، إدراكاً منها أنها لا تزال الوحيدة التي لا تعرف الانكسار ولا تؤمن بالهزيمة. كل شيء فيها يتجدد وما زالت في الطليعة، مهما تآمر المتآمرون.