آخر تحديث :الخميس-13 نوفمبر 2025-01:58ص

ثلاثة تساؤلات حول الجولاني وتحولاته

الخميس - 13 نوفمبر 2025 - الساعة 01:42 ص

حسين الوادعي
بقلم: حسين الوادعي
- ارشيف الكاتب


أولاً: إلى أي درجة يمكن التسامح مع ماضي شخصٍ ما، خاصةً إذا كان ماضيه حافلاً بجرائم موثَّقة، اعترف بها هو شخصيًا وتفاخر بها، من ضمنها تفجير أسواق ومناطق مدنية، وخطف نساء وأطفال وقتلهم، وملاحقة ثوار وإعدامهم، والتهديد بالإبادة الجماعية لطوائف بأكملها؟


هناك جرائم لا تسقط بالتقادم، وعدالة لا يمكن تطبيقها على أتباع الأسد مثلًا وغفرانها لأتباع الجولاني.


لقد استثمرت قطر ملايين الدولارات في أضخم حملة علاقات عامة لتبييض صفحة إرهابي سابق. والجولاني نفسه يبدو فائق المرونة والمطاطية في التصالح مع الخارج ومدّ يديه للغرب. لكن التخلي عن “الجهاد العالمي” لا يعني أنه تخلى عن “الجهاد الداخلي”، بل إن إطلاق يده داخل سوريا هو ثمن هذا الانبطاح المطاطي للغرب وإسرائيل.

والإرهابي “التائب” ارتكب مذبحتين في أقل من ستة أشهر بعد وصوله إلى قصر الحكم.


والسؤال الثاني: هل يمكن أن تصبح المرونة والنعومة والعقلانية في الخارج ممسحة لغفران السلطوية والتعصب والمذابح الممنهجة في الداخل؟


هذه الاحتفالية العالمية المدفوعة الثمن في أغلب وسائل الإعلام الغربية ليست جديدة؛ فقد سبق أن احتفل الغرب بالمجاهدين الأفغان ورفعهم إلى مرتبة “المقاتلين من أجل الحرية”، ثم أدرك لاحقًا ثمن التحالف مع مثل هؤلاء.


أما السؤال الثالث: فإلى أي مدى سينجح الجولاني في الخروج عن جلده؟ وإلى أي مدى يستطيع الغرب تقبّل مثل هذا التحالف الصعب والإشكالي؟!