آخر تحديث :الأربعاء-24 سبتمبر 2025-01:10ص

تعز... جريمة منظمة وقضاء غائب

الثلاثاء - 23 سبتمبر 2025 - الساعة 11:34 م

عمار علي احمد
بقلم: عمار علي احمد
- ارشيف الكاتب


لماذا نقول ان الجرائم في تعز منظمة من قبل عصابة واحدة وليست جرائم عادية تحصل في كل المدن؟

الفرق هو تعامل السلطات معها ، في عدن مثلاً حصلت عشرات الجرائم ومنها جرائم الاغتيال ، وبالتأكيد بعضها لم يتم القبض على الجناة او كلهم ، لكن ليس ذلك معناه اغلاق ملفها ، بل تمضي القضية في مسارها القانوني.

من الأمن ثم تحول الى النيابة ويصدر عريضة اتهام وتحول الى القضاء ليصدر فيها حكم ، حتى وان كان الجناة فارين كما حصل مع امجد خالد.

في تعز لا يحصل هذا الشيء ، خلونا من موضوع ضبط الجناة ، مئات الجرائم التي حصلت لم يتم التحقيق فيها اصلاً ورفعها الى النيابة ثم الى القضاء ليصدر فيها حكم يدين الجناة ، بل حصل هذا حتى مع الجرائم التي اتهمت عصابة الاخوان ، ابوالعباس وعناصره بارتكابها.

بل انهم مرة اعلنوا العثور على جثث مجهولة في المربع الذي كان يسيطر عليه ابوالعباس ، وانتهى الأمر هنا ، لا كشفوا هوية هذه الجثث ولا حققوا في الموضوع ولا اعلنوا شيء.

لنأخذ أشهر متهم وهو غزوان المخلافي وعصابته التي ارتكبت عشرات الجرائم ، بعضها ابشع مما تعرضت له الشهيدة افتهان

هل تذكرون الطفل أيهم ؟ الذي تم تصفيته داخل منزله امام والدته قبل 5 سنوات من قبل غزوان وعصابته؟ وهذا فيديو لخالة الطفل وهي تسرد بشاعة الجريمة لقناة "بلقيس"

طبعاً حصل يومها غضب شعبي واعلن الامن ضبط غزوان وبعد ما هدأت الأمور افرج عنه ، وقبل سنة هرب الى الحوثيين.

وجميعنا نتذكر كم كان يتم القبض على غزوان ويُفرج عنها ، واخر مبرر كان انه لم يتقدم احد بشكوى ضده ؟!!

سخافة واستهبال لا حدود له .. ايش من شكوى ؟ هذه جرائم مشهودة لا تحتاج الى شكوى .. الامن مهمته يحقق فيها ، وتحول الى النيابة ثم الى القضاء ليصدر فيها حكمه سواء تم ضبط الجناة او لم يتم ضبطهم.

هذا الاجراء القانوني اذا كانت فعلاً جريمة جنائية وليست جريمة منظمة من قبل من يدير الأمن والجيش بتعز ومن يرتكبها كغزوان وغيره هم مجرد أدوات لها فقط ، ولهذا لن يسمحوا ان تدان هذه الأدوات باحكام قضائية ، واذا حصل لن يتم تنفيذ هذه الأحكام ، كما هو حاصل مثلاً مع بكر صادق سرحان المحكوم عليه بالاعدام على ذمة جريمة قتل رجل الاعمال الزوقري ، ومازال بكر يعيش حراً طليقاً داخل مدينة تعز ويتجول بالشوارع ويلتقي قيادات الامن والمحور والسلطة المحلية عاااادي جداً.

والان قضية الشهيد افتهان اكبر دليل على هذه السياسة ، يتعاملوا معها حسب قوة ضغط الشارع ، كل يوم يسلموا واحد من المتهمين ، واذا حصل ضغط اقوى سيضطروا يسلموا القاتل.

وبعدين بايشوفوا اذا استمر ضغط الشارع ستحول القضية للنيابة العامة واذا هدأت الأمور سيتم الافراج عنهم دون ان يعلم احد كما حصل مع غزوان.

يعني نحتاج الان ضغط ومظاهرات حتى يسلم الجاني وبعدين علشان يحولوا القضية للنيابة وحتى ايضا ما يفرج عنهم ، وبعدين ضغط ومظاهرات حتى تحول القضية للمحكمة ، وبعدين ضغط ومظاهرات حتى يصدر الحكم ، وبعدين ضغط ومظاهرات ويمكن ثورة حتى ينفذ الحكم.

تعز ضحية لعصابة قذرة تديرها عبر مسئولين وقيادات كمبارس من المحافظ الى مدير الأمن الى قائد المحور.