يعيداً عن الموقف من الخطوة التي اتخذها عيدروس الزُبيدي بتجاوز رئيس مجلس القيادة الرئاسي في اصدار قرارات تعيين داخل الشرعية
فالأهم والأخطر انها كشفت بوضوح حجم الخلاف داخل مجلس القيادة ، بصورة لا يمكن تغطيتها بعد اليوم بالعبارات المنمقة عن تماسك المجلس
فهذا المجلس عقد آخر اجتماع قبل أكثر من 4 أشهر وتحديداً مطلع مايو حين تم تعيين بن بريك رئيس لوزراء ، وهو بالمناسبة ثالث اجتماع منذ بداية 2025م
هنا المشكلة والمصيبة والكارثة
استمرار وضع المجلس بهذا الشكل لن تنجح معه أي إصلاحات اقتصادية ولا سياسية ولا شيء بل سينتج أزمات بدل ان يحل الأزمات بالمناطق المحررة
الخلل بالمجلس يتعلق بأمرين :
الأول : تركيبة المجلس التي فرضتها السعودية من 8 أعضاء ، فهذا رقم كبير ويصعب عقد جلساته والاتفاق على القضايا والملفات ، كما أن نصف الأعضاء لم يكن هناك حاجة لوجودهم في المجلس ، فلا وزن عسكري لهم ولا تأثير سياسي على الأرض ، طبعا السبب يعود الى حاجة السعودية للتوازن مع الامارات في تشكيلة المجلس وهذا موضوع يحتاج لشرح مطول.
الثاني : يرتبط بالسبب الأول ، فمن بين الأعضاء الذي لم يكن هناك حاجة لوجودهم في المجلس هو رشاد العليمي ، والمشكلة بأن وجوده لم يقتصر كعضو بل تم تنصيبه رئيساً للمجلس ، وتحول مع الوقت الى مشكلة بحد ذاته وعامل شقاق وخلاف بدلاً من أن يكون عامل توحيد وتوفيق داخل المجلس.
المعضلة الحقيقة ان أزمة المجلس الرئاسي معقدة ، فمحاولة إصلاح وضعه مع بقاء بنفس التركيبة الحالية سيكون مجرد ترقيع ، وبنفس الوقت إعادة هيكلته أمر صعب ايضاً لمخاوف اختلال التوازن السعودي – الاماراتي داخله وايضاً أي هيكلة للمجلس تتجاوز نص اعلان نقل السلطة ستطرح إشكالية حول شرعيته.