آخر تحديث :الأحد-14 ديسمبر 2025-11:44م
عربي ودولي

العراق: بين مطرقة وكلاء طهران وسندان أزمات الولي الفقيه

العراق: بين مطرقة وكلاء طهران وسندان أزمات الولي الفقيه
الأحد - 14 ديسمبر 2025 - 03:10 م بتوقيت عدن
- نافذة اليمن

مع دخول العراق في مرحلة سياسية معقدة تتزامن مع مفاوضات تشكيل الحكومة، تتجلى مرة أخرى حقيقة الدور المحوري الذي يلعبه نظام ولاية الفقيه في طهران كعامل رئيسي لزعزعة الاستقرار. فكلما اشتدت الأزمات الداخلية على نظام الملالي، من سخط شعبي متصاعد واقتصاد منهار، زاد من وتيرة تدخله في دول المنطقة، وفي مقدمتها العراق، في محاولة يائسة لتصدير أزماته وتحويل الأنظار عن ضعفه البنيوي، مستخدماً العراق كورقة مساومة في مواجهته مع المجتمع الدولي.


تحليل الوضع الراهن


شهد الأسبوع الماضي تحركات سياسية مكثفة في بغداد، تمحورت حول الضغوط التي تمارسها الفصائل المسلحة الموالية لطهران للحصول على مناصب سيادية في الحكومة الجديدة. وتأتي هذه المساعي في سياق تأكيد الولايات المتحدة مجدداً معارضتها لمشاركة هذه الجماعات في أي حكومة عراقية قادمة، نظراً لارتباطها المباشر بأجندة الحرس الثوري الإيراني. وقد عبر القائم بالأعمال الأمريكي في بغداد بوضوح عن أن إشراك هذه الفصائل "لا ينسجم مع إطار التعاون بين بغداد وواشنطن"، وهو ما يضع القوى السياسية العراقية أمام اختبار حقيقي للسيادة.


إن إصرار نظام ولاية الفقيه على الدفع بوكلائه إلى الواجهة السياسية في العراق ليس مجرد تكتيك سياسي، بل هو جزء لا يتجزأ من استراتيجيته للبقاء. يرى نظام الملالي في العراق عمقاً استراتيجياً لا يمكن التخلي عنه؛ فهو المنفذ الاقتصادي للالتفاف على العقوبات الدولية، والممر الآمن لنقل السلاح والعتاد إلى وكلائه في سوريا ولبنان، والساحة الأهم لتصفية الحسابات الإقليمية والدولية. وتؤكد التقارير أن هذه الميليشيات لا تخدم أي مصلحة وطنية عراقية، بل إن ولاءها الأول والأخير هو للمرشد الأعلى في طهران، وتعمل على تنفيذ سياساته القمعية والتوسعية.


وفي هذا السياق، دأبت المقاومة الإيرانية، ممثلة في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية ومنظمة مجاهدي خلق، على فضح هذه المخططات منذ سنوات. وتؤكد المقاومة أن هذه الفصائل المسلحة ليست سوى أدوات بيد فيلق القدس، وتُستخدم لنهب ثروات الشعب العراقي وقمع أي صوت وطني يسعى إلى استعادة سيادة بلاده واستقلالها. إن ما يجري اليوم من تجاذبات سياسية هو استمرار للمعركة بين مشروع الدولة العراقية المستقلة ومشروع الهيمنة الذي يفرضه نظام الملالي عبر أذرعه العسكرية والسياسية.


الخاتمة: طريق مسدود وحل وحيد


إن استمرار نظام ولاية الفقيه في نهجه العدواني في العراق يدفعه حتماً نحو طريق مسدود. فالشعب العراقي، الذي أظهر وعياً متزايداً برفض التدخلات الخارجية، لن يقبل بأن تكون بلاده ساحة لتنفيذ أجندات طهران. كما أن المجتمع الدولي بات يدرك بشكل أعمق أن استقرار المنطقة يمر حتماً عبر كبح جماح النظام الإيراني وقطع أذرعه.


ترى المقاومة الإيرانية أن الحل الدائم لا يكمن في التعامل مع أذرع الأخطبوط، بل في استهداف رأسه في طهران. إن الحل ليس في الحرب الخارجية ولا في الاسترضاء، بل يكمن في "الحل الثالث" الذي طرحته السيدة مريم رجوي، رئيسة الجمهورية المنتخبة من قبل المقاومة: تغيير النظام على يد الشعب الإيراني والمقاومة المنظمة. إن قيام جمهورية ديمقراطية تعددية في إيران، تفصل بين الدين والدولة، هو الضمان الوحيد لإنهاء سياسة تصدير الإرهاب والتطرف، وعودة السلام والاستقرار ليس للعراق فحسب، بل للمنطقة بأسرها.