يعاني ملايين الأشخاص حول العالم من تساقط الشعر، ما يجعل الوقاية من هذه الحالة والاهتمام بنمو الشعر الصحي أمراً ضرورياً.
ولكن في حين أن بعض الأسباب وراثية ويصعب علاجها، فإن هناك تهديداً واحداً على الأقل لشعرك الجميل يمكنك السيطرة عليه، وإذا لم تتجنبه فأنت تواجه ضعفاً وشيباً في المستقبل، وفقاً لصحيفة "نيويورك بوست".
إذا كنت واحداً من بين ما يقرب من 29 مليون شخص بالغ يشعلون سيجارة يومياً، فقد ترغب في تقليل التدخين أو الإقلاع عنه تماماً للحفاظ على شعرك.
وهناك أدلة قوية على ارتباط التدخين بالثعلبة الأندروجينية، وهو المصطلح التقني لتساقط الشعر.
ووجدت مراجعة لعدة دراسات أن تدخين السجائر قد يُسبب الصلع في وقت أبكر مما تتمنى بطرق عدة.
يُقلل التدخين من تدفق الدم، وهي وظيفة ضرورية لنمو الشعر الصحي. كما يُمكن أن يُلحق الضرر بالحمض النووي وبصيلات الشعر، مما يمنع نموه في المستقبل.
ويؤدي تدخين السجائر إلى زيادة مستويات الهرمونات، وخصوصاً الهرمونات الستيرويدية مثل الأندروجينات. أحد أنواع الأندروجينات هو ثنائي هيدروتستوستيرون الذي يُسبب تساقط الشعر أسرع من الطبيعي، عن طريق انكماش بصيلات الشعر وتقصير دورة نموه.
ومع أن استنشاق الدخان قد يُخفف التوتر في الوقت الحالي، فإنه قد يزيد أيضاً من علامات الشيخوخة، بما في ذلك على فروة الرأس.
ووجدت دراسة أجريت عام 2013 ونُشرت في مجلة Indian Dermatology Online Journal أن نحو 50 في المائة من المشاركين المدخنين لاحظوا ظهور الشيب قبل سن الثلاثين.
وبالمقارنة مع غير المدخنين، كان المدخنون أكثر عرضة للإصابة بالشيب المبكر بمرتين ونصف، حتى أولئك الذين كانوا يدخنون سيجارة واحدة فقط سنوياً.
وناهيك من جميع الطرق الأخرى التي يُدمر بها التدخين جسمك، وجد الباحثون أن مشكلات الصحة العقلية والجسدية تبدأ في منتصف الثلاثينات.
كما أن التدخين يرتبط بتساقط الشعر لدى النساء؛ لأنه يُسبب اختلالات هرمونية مع انخفاض مستويات هرمون الإستروجين عن المعدل الطبيعي، مما يؤثر على أنماط نمو الشعر.
بالحديث عن الشيخوخة، قد يُؤدي تدخين السجائر المُنتظم إلى الشيب المُبكر. ولكن رغم وجود أدلة قوية على أن التدخين يسبب تساقط الشعر، لا توجد بحوث كافية حول ما إذا كان الإقلاع المفاجئ عنه يُعيد نموه.
إلى جانب الصلع وظهور الشيب، يُسبب التدخين أيضاً كثيراً من المشكلات الصحية، مثل سرطان الرئة، وزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب، والسكتة الدماغية، والسكري، ومرض الانسداد الرئوي المزمن.