قراءة في تقرير الخبراء الأممي – أكتوبر 2025 صفحات 36- 37 (الفقرات 161–167)
بعد اتفاق وقف إطلاق النار في 2022، لم ينتهِ الخطر… بل تغيّر شكله.
ما إن انخفض صوت المدافع حتى نقل الحوثيون حربهم إلى عمق المجتمع اليمني..
حرب تستهدف :
الأسرة
التعليم
حرية التعبير
الطفولة
وعي الناس
حرب تهدف إلى بناء مجتمع خاضع بالكامل، يخدم مشروع الجماعة ويطيل بقاءها لعقود..
هذا ما تكشفه بوضوح الصفحات الأكثر قتامة في تقرير الخبراء المرفوع لمجلس الأمن (15 أكتوبر 2025)..
♤الجبهة الداخلية: الدولة تتراجع… والحوثي يغزو المجتمع
(الفقرة 161)
يقول التقرير إن الحوثيين — بعد توقف القتال — وجّهوا جهودهم نحو ما يسمونه “الجبهة الداخلية”:
-استراتيجية تهدف إلى ترسيخ السيطرة على المجتمع وتقليص الحيز المدني، قمع المعارضة، وإعادة هيكلة البنية الاجتماعية لضمان تعبئة فكرية طويلة الأمد..
هذه ليست إجراءات أمنية عادية… إنها عملية إعادة هندسة كاملة للمجتمع.
♧قمعٌ شامل… وصمتٌ مفروض بالقوة
(الفقرة 162)
التقرير يوضح أن الحوثيين اعتمدوا:
الاحتجاز التعسفي الواسع النطاق
التعذيب والإخفاء القسري
القتل خارج القضاء
مطاردة الصحفيين والأكاديميين والنشطاء
ليصبح العمل الصحفي المستقل شبه مستحيل..
من يخرج من السجن يخرج:
-مصابًا بصدمات نفسية وملاحقا بالوصم ومحروما من العمل والدعم..
الهدف: إسكات المجتمع واحتكار السردية وتحويل الخوف إلى سلاح ..
☆عسكرة التعليم… وصناعة جيل يدين بالولاء للرمز - المقدس -..
(الفقرة 163)
أعاد الحوثيون صياغة المناهج لتكون:
-ممجّدة للجماعة
-مغذية للكراهية
-مروجة لفكرة القتال والموت
-خاضعة للأدلجة الممنهجة
وأصبحت المدارس والمساجد منصات دعائية..
ومع تدمير البنية التحتية وعدم دفع الرواتب كانت النتيجة انهيار التعليم وادى ذلك الى
- خروج بين 2.5 إلى 4 ملايين طفل من المدارس..
إنه أكبر مخطط لقتل التعليم في تاريخ اليمن الحديث.
♧تجنيد الأطفال… استثمار في الجوع والمجاعة
(الفقرة 164)
الخبراء يصفون تجنيد الأطفال بأنه “محوري في استراتيجية الحوثيين للسيطرة طويلة الأمد”.
يستخدم الحوثيون:
-الفقر والجوع كأدوات إكراه..
-المساعدات الإنسانية كوسيلة لتجنيد الصغار..
من لم يَجلب ابنه الصغير إلى المعسكرات… تُحرم أسرته من المساعدات..
إنه مشروع لبناء جيل مرتهن أيديولوجيا منذ السابعة من عمره...
♤التعبئة العقائدية… من الشرطة إلى السجون
(الفقرة 165)
التعبئة الفكرية لا تقتصر على المدارس.
بل تشمل:
-أجهزة الشرطة
-إدارات السجون
-المؤسسات المدنية
وتخضع كل هذه القطاعات لـ “رصد استراتيجي” يضمن تشبّعها العقائدي..
إنه مشروع دولة موازية… ذات :
عقيدة واحدة، ولاء واحد، وصوت واحد.
♧قنص المدنيين وزراعة الألغام… حرب نفسية لا تتوقف
(الفقرة 166)
يوثق التقرير:
- زرع ألغام عشوائية تمنع الناس من الوصول إلى أراضيهم..
- استهداف المدنيين بالقناصة عمدا — بمن فيهم النساء والأطفال..
والهدف من ذلك :
خلق الحوثيون حالة دائمة من الرعب والشلل الاقتصادي..
إنها حرب نفسية منظمة تهدف لكسر إرادة المجتمع...
♤تفكيك المجتمع… من الأسرة إلى الوعي الجمعي
(الفقرة 167)
يلخص التقرير الهدف النهائي للاستراتيجية الحوثية:
- بناء جيل جديد من الأفراد المرتهنين أيديولوجيا عبر السيطرة على المعلومات جعل الفقر سلاحا، عسكرة التعليم، واستهداف الأطفال..
ويضيف:
يتم تقويض الأسرة، والمدرسة، والمجتمع المدني — لتمهيد الطريق أمام هيمنة حوثية طويلة الأمد.
هذه ليست “مخالفات”.
هذه جرائم تسعى لإعادة تشكيل لمجتمع بأكمله وفق الرؤية العنصرية الحوثية. .
♤الخلاصة: توقف القتال… لكن الحرب على الإنسان بدأت
بعد 2022، لم تعد الحرب في الجبهات، بل في:
عقل الطفل
قلب الأسرة
وعي المجتمع
مؤسساته
ومدارسه
ولقمة عيشه
يخوض اليمن اليوم أخطر معركة في تاريخه:
معركة الحفاظ على المجتمع نفسه من مشروع يستهدف تفكيكه وإعادة بنائه على صورة الجماعة.
📄 المصدر: تقرير الخبراء المعني باليمن – أكتوبر 2025 – 36 - 37 الفقرات (161–167)