إلى كل من يحمل في قلبه ذرة حب لليمن، وإلى كل من ينبض ضميره بألم على ما وصلنا إليه...
يتساءل الجميع: لماذا يتم التجاهل والصمت المطبق حول تشغيل مصافي عدن رغم كل الوعود والأخبار التي طال انتظارها؟!
الجميع يعلم أن المشروع لم يكن بحاجة إلى مبالغ خيالية، بل كان يحتاج أقل من عشرين مليون دولار فقط! مبلغ يعادل ثمن باخرة نفط واحدة! عُقدت من أجله العشرات من الاجتماعات، ودارت النقاشات حول صكوك إسلامية واتفاقيات مع البنك المركزي والبنوك التجارية... ولكن، وإلى الآن، لا خبر يُذكر، ولا أثر للتشغيل.
يا قادة، يا مسؤولين، أتدركون أن مصافي عدن ليست مجرد منشأة نفطية؟ إنها الحل الأمثل والطوق الوحيد لإنقاذ كرامة شعب بأكمله.
· هي التي ستوفر رواتب المعلمين، الجنود، الأطباء، والموظفين الذين باتوا بلا مورد رزق.
· هي التي ستعيد للمدرس كرامته بدلاً من مشهد "المدرس الشحّاذ" الذي يحمل قلماً في يد ويستعطي باليد الأخرى.
· هي التي ستنقذ الأديب والمفكر والشاعر الذي يبحث عن ثمن الدواء.
· هي التي ستكرم الجريح الذي قدّم روحه ثم نتركه وعائلته في دوامة الشحاذة لتأمين وجبة طعام.
· هي التي ستمنح منتخباتنا الرياضية كرامة السفر دون الحاجة إلى "مهرجانات شحاذة" لتذكرة سفر.
- ستشغل محطات الكهرباء الواقفه بدون وقود ومعاناه الناس ستتوقف .
نشاهد من يدور في عواصم الدول "يشحت" اعتمادات مالية، ثم يعود ليتصدق بها على الشعب وكأنه محسن، ويذلّ الناس بشكره وتصويره! أي إهانة هذه؟! وأي ألم هذا؟!
يا من تمسكون بزمام الأمور:
كفانا ذلاً،كفانا إهانة.
شغّلوا مصافي عدن.
لا تبحثوا عن حلول وهمية، الحل أمام أعينكم. تشغيل المصافي ليس رفاهية، إنها ضرورة لإعادة كرامة البلد، وكرامتكم أنتم أيضاً مرتبطة بكرامة مواطنيكم.
لا يمكن لشعب أن يبني وطناً وهو مشغول البال بلقمة عيشه.